وهو يطلب الزيادة وامتهن نفسك بالتقنع وخشونة العيش والتواضع فقد قال الشافعي C لا يطلب هذا العلم أحد بالتملك وعن النفس فيفلح ولكن من طلبه بذلة النفس وضيق العيش وخدمة العلماء والتواضع أفلح .
وإبدأ بأ خذ عوالي شيوخ مصركا ولا تنفك عن ملازمتهم والعكوف عليهم حتى تستوفيها وابدأ منها بـ ما يهم يضم أوله من ذلك وغيره كالمروي الذي انفرد به بعضهم فمن شغل نفسه كما قال أبو عبيدة بغير المهم أضر بالمهم وإن استوى جماعة في السند وأردت الاقتصار على أحدهم فالأولى أن يتخير المشهور منهم بالطلب والمشار إليه من بينهم بالإتقان فيه والمعرفة له فإن تساووا في ذلك أيضا فتخير الأشراف وذوو الأنساب منهم لحديث قدموا قريشا ولا تقدموها فإن وتساووا في ذلك فالأسن لحديث كبر كبر ثم بعد استيعابك أخد ما ببلدك من المروي وتمهرك في المعرفة به واستيعابك باقي الشيوخ ممن قنعت عما عندهم من المروي بغيرهم بالأخذ عنهم لما قل بحيث لا يفوتك من كل ما مرويها وشيوخها أحد وأخذ الفن عن الحافظ العراف به منهم شد الرحلا أو اركب البحر حيث غلبت السلامة فيه أو امش حيث استطعت بلا مزيد مشقة لغيره أي لغير مصرك من البلدان والقرى لتجمع بين الفائدتين من علو الإسنادين وعلم الطائفتين .
فقد روى أنه A قال أعلم الناس يجمع علم الناس إلى علمه ولك صاحب علم غرثان وعن بعضهم قال من قنع بما عنده لم يعرف سعة العلم .
وعن ابن معين قال أربعة لا تؤنس منهم رشدا وذكر منهم رجلا يكتب في بلده ولا يرحل وسأل عبد الله بن أحمد أباه هل ترى لطالب العلم أن يلزم رجلا عنده علم فيكتب عنه أو يرحل إلى المواضع التي فيها العلم فيسمع فيها قال يرحل ويكتب عن الكوفيين والبصريين وأهل المدينة