الجنة أي ريحها يوم القيامة .
وقيل لابن المبارك من الغوغاء قال الذين يكتبون الحديث يتأكلون به الناس وعن حماد بن سلمة قال من طلب الحديث لغير الله مكر به ونحوه قول أبي عاصم من استخف بالحديث استخف به الحديث وفسره ابن منده بطلبه للحجة على الخصم لا للإيمان به والعمل بمضمونه .
وقال الشافعي أخشى أن من طلب العلم بغير نية أن لا ينتفع وقال أبو يزيد البسطامي إنما يحسن طلب العلم وأخبار الرسول A ممن يطلب المخبر به يعني النبي A فأما من طلبه ليزين به نفسه عند الخلق فإنه يزداد به بعدا عن الله ورسوله وسأل أبو عمرو إسماعيل ابن نجيد أبا عمرو بن حمدان وكان من عباد الله الصالحين بأي نية أكتب الحديث قال ألستم ترون أن عند ذكر الصالحين تنزل الرحمة قال نعم قال فرسول الله A رأس الصالحين فإذا حضرتك نية صحيحة في الاشتغال بهذا الشأن وعزمت على سماع الحديث وكتابته ولا تحديد لذلك بسنن مخصوص بل المعتمد الفهم كما تقدم في متى يصح تحمل الحديث فينبغي أن تقدم المسألة لله تعالى أن يوفقك فيه ويعينك عليه كما قال الخطيب ثم بادر إلى السماع وجد بكسر أوله في الطلب وإحرص عليه بدون توقف ولا تأخير فمن جد وجد العلم كما قال يحيى بن كثير لا يستطاع براحة الجسم قال A احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز .
قال أيضا التؤدة في كل شيء خير إلا في عمل الآخرة ومن أبلغ ما يحكي عن السلف في ذلك قول سلمة بن شيب كنا عند يزيد بن هارون فازدحم الناس عليه فوقع صبي تحت أقدام الرجال فقال يزيد اتقوا الله وانظروا ما حال الصبي فنظروا فإذا هو قد خرج حديثا وهو يقول يا أبا خالد زدنا فقال يزيد إنا لله وإنا إليه راجعون قد نزل بهذا الغلام ما نزل