قال لنا خذوا في أبزار الجنة فحدثنا بالحكايات وعن مالك بن دينار قال الحكايات تحف أهل الجنة وساق غيره عن ابن مسعود قال القلوب تمل كما تمل الأبدان فاطلبوا لها طرائف الحكمة وعن ابن عباس أنه كان إذا أفاض في القرآن والسنن قال لمن عنده أحمضوا بنا أي خوضوا في الشعر والأخبار .
ثم إن ما تقدم في العارف غير العاجز وإن تخرج للرواة الذين ليسوا من أهل المعرفة بالحديث وعلله واختلاف وجوهه وطرقه وغير ذلك من أنواع علومه أو من أهل المعرفة ولكنهم عجزوا عن التخريج والتفتيس إما لكبر سن وضعف بدن كما اتفق للناظم في إملائه بآخره لذلك شيئا هما منه رحمهما الله وإما لطروء عمي ونحوه متقن من حفاظ وقتهم مجالس الإملاء التي يريدون إملاها من الأحاديث وما يلحق بها إما بسؤال منهم له أو ابتداء فهو كما قال ابن الصلاح حسن بل قال الخطيب إنه ينبغي للقاصر أن يستعين ببعض حفاظ وقته فقد كان جماعة من شيوخنا كأبي الحسن بن بشران والقاضي أبي عمر الهاشمي وأبي القاسم السراج وغيرهم يستعينون بمن يخرج لهم وليس كما قال ابن الصلاح بإملاء حين يكمل غنى عن العرض والمقابلة لـ إصلاح زيغ أو طغيان فلم يحصل يعني فإن المقابلة بعد الكتابة واجبة كما تقدم في بابها حكاية عن الخطيب وغيره إذ لا فرق وحينئذ فيأتي القول بجواز الرواية من الفرع غير المقابل للشروط المتقدمة بل كان شيخنا لكثرة من يكتب عنه الإملاء ممن لا يحسن هم أن يجعل بكل جانب واحدا من أصحابه الذين لهم بالفن إلمام في الجملة ليختبر كتابتهم ويراجعونه فيما تيسر .
والتبكير بالمجلس أولى إلا أن يكون في الشيء فالأولى أن يصبر ساعة حتى يرتفع النهار واستحب للطالب السبق بالمجيء لئلا يفوته شيء