رزقه بشرطه فقد فاز فوزا عظيما ونال أجرا كبيرا وهو من علوم الآخرة لا من علوم الدنيا لأنه عبادة لذاته لا صناعة ولا ينافيه قول الثوري ليس طلب الحديث من عدة الموت ولكنه علة يتشاغل به الرجال إذا طلب الحديث كما قال الذهبي شيء غير الحديث قال وهو اسم عرفي لأمور زائدة على تحصيل ماهية الحديث وكثيرا منها مراق إلى العلم وأكثرها أمور يشغف بها المحدث من تحصيل النسخ المليحة ويطلب الإسناد العالي وتكثير الشيوخ والفرح بالألقاب وتمنى العمر الطويل ليروي وحب التفرد إلى أمور عديدة لازمة لأغراض نفسانية لا للأعمال الربانية قال فإذا كان طلبك للحديث النبوي محفوفا بهذه الآفات فمتى خلاصك منها إلى الإخلاص .
وإذا كان علم الآثار مدخولا فما ظنك بعلوم الأوائل الذي ينكث الإيمان ويورث الشكوك ولم يكن والله في عصر الصحابة والتابعين بل كانت علومهم القرآن والحديث والفقه انتهى .
على أن جماعة منهم الثوري قال كل منهم لا أعلم أفضل من طلب الحديث لمن أراد به الله D فيحمل على ما إذا خلص من هذه الشوائب كما هو صريحه وحينئذ فهو أفضل من التطوع بالصوم والصلاة لأنه فرض على الكفاية .
وأحرص مع تصحيح النية على نشرك للحديث واجعل ذلك من أكبر همك فقد أمر النبي A بالتبليغ عنه بلغوا عني ولو أية قال ابن دقيق العيد ولا خفاء بما في تبليغ العلم من الأجور لا سيما وبرواية الحديث يدخل الراوي في دعوة النبي A حيث قال نضر الله امرأ سمع مقالتي فوعاها وأداها إلى من لم يسمعها انتهى