القلب من أعراضها وأدناسها بعيدا عن حب الرياسة ورعوناتها ووسائسها كالعجب والطيش والحمق والدعوى بحق فضلا عن باطل لا تحب أن يحمدك عليه أحد من الناس ولا تريد به معنى سوى التقرب إلى الله وإن لم تفعل ذلك فما صنعت شيئا ولا تأمن أن يقول لك الرب سبحانه حين قولك تعلمت فيك العلم وعلمته وقرأت القرآن كذبت ولكن ليقال قارئ فقد قيل ثم يؤمر بمن يكون كذلك فيستحب فيسحب على وجهه حتى يلقى في النار إذ الأعمال بالنيات ولا يتقبل الله تعالى منها إلا ما كان خالصا له وأنظر إلى قوله A من سمع الناس بعلمه سمع الله به سامع خلقه وصغره وحقره ورب قائم أو صائم حظه من قيامه أو صيامه السهر أو الجوع والعطش سأل الله العفو والعافية .
ومن هنا وقف كثير من السلف عن التحديث إلا بعد نية صحيحة قال حبيب ابن أبي ثابت لما سأله الثوري التحديث حتى تجيء النية وقال أبو الأحوص سلام ابن سليم لمن سأله أيضا ليست لي نية فقيل له إنك توجر فقال شعر نمير في الخير الكثير وليتني نجوت كفافا لا علي ولاليا .
وقال كلثوم بن هاني وقد قيل له يا أبا سهل حدثنا إن قلبي لا خير فيه ما أكثر ما سمع ونسي هذا وهو لو شاء فعل كما قاله أبو زرعة الشيباني ولكنه أشفق من الزهو والعجب حين نصبوه ونحوه قول حماد بن زيد استغفر الله أن يذكر الإسناد في القلب خيلا وتصحيح النية وإن كان شرطا في كل عبادة إلا أن عادة العلماء تقييد سألتنا به لكونه يتساهل فيه بعض الناس ويغفل عنه لا سيما والحديث علم شريف يناسب مكارم الأخلاق ومحاسن الشيم وينافر مساويء الأخلاق ومشائن الشيم كما قال ابن الصلاح والنية تعز فيه لشرفه .
ويستفز صاحبه اللعين بهدفه ومن حرمه فقد حرم خيرا كثيرا ومن