تسرع إليه قال فقلت له الحديث عن النبي A تربوا الكتاب فإن التراب مبارك وهو أنجح للحاجة قال ذاك إسناد لا يسوي فلسا ونحوه قول العقيلي لا يحفظ هذا الحديث بإسناد جيد بل قال ابن حبان إنه موضوع .
قلت وفيه نظر فهو عند الترمذي في الاستئذان من جامعة من طريق حمزة النصيبي عن أبي الزبير عن جابر رفعه إذا كتب أحدكم كتابا فليتربه فإنه أنجح للحاجة وقال عقبة إنه مكر لا نعرفه إلا من هذا الوجه كذا قال وقد رواه ابن ماجة في الأدب في سننه من طرق بقية بن الوليد عن أبي أحمد بن علي الكلاعي عن أبي الزبير لكن بلفظ تربوا صحفكم أنجح لها لأن التراب مبارك بل في الباب عن ابن عباس وأبي هريرة وكلاهما وعند ابن عدي في كامله لفظ أولهما تربوا الكتاب وأمسحوه أي أنشروه من أسفله فإنه أنجح للحاجة وعن هشام بن زياد أبي المقدام عن الحجاج بن يزيد عن أبيه رفعه تربوا الكتاب فإنه أنجح له إلى غيرها من الطرق الواهية ويمكن إن ثبت حمله على الرسائل التي لا تقصد غالبا بالإبقاء .
وقد قيل إن مما يدفع الأرضة كتابة فارق مارق احبس حبسا أو محبة فالله تعالى أعلم .
ثالثها إذا أصلح شيئا من زيادة أو حذف أو تجريف ونحوه في كتاب قديم به اسمعة مؤرخة حسن كما رايت شيخنا فعله أن ينبه معه على تاريخ وقت إصلاحه ليكون من سمع منه أو قرأ قبل مقتصرا عليه وكذا من نقل منه على بصيرة من ذلك بل كان في كثير من أوقاته يميز ما يتجدد له في تصانيفه بالحمرة لتيسر الحاقة لمن كتبه قبل