ذلك وإن لم يتقيد بذلك الكثير من المتقدمين إتكالا على حفظهم كإيرادهم الموضوعات بدون تصريح بيانها فقد قال الثوري فيما نقله عنه الماوردي في أدب الدنيا والدين له الخطوط المعجمة كالبرود المعلمة .
وقال بعض الأدباء .
رب علم لم تعجم فصوله استعجم محصوله .
وقال الأوزاعي عن ثابت بن معبد نور الكتاب العجم وكذا يروي من قول الأوزاعي وقال غيره إعجام المكتوب يمنع من استعجامه بل أورد خطيب في جامعه من طريق قيس بن عباد عن محمد بن عبيد بن أوس الغساني كاتب معاوية عن أبيه أنه قال كتب بين يدي معاوية Bه كتابا فقال لي يا عبيد ارقش كتابك فإني كتبت بين يدي رسول الله A فقال لي يا معاوية أرقش كتابك قلت وما رقشه يا أمير المؤمنين قال إعطاء كل حرف ما ينوبه من النقط .
وكذا ينبغي شكل الكتاب فذلك يمنع من إشكاله لكن مقتصرا على ما يشكل إعرابه من المتون والأسماء لا ما يفهم وبدون شكل ولا نقط فإنه تشاغل بما غيره أولى منه وفيه عناء بل قد لا يكون فيه فائدة أصلا .
وعن أحمد بن حنبل قال كان يحيى بن سعيد يشكل الحرف إذا كان شديدا وغير ذلك لا وكان عفان وبهز وحبان بن هلال أصحاب الشكل والتقييد وحكى علي بن إبراهيم البغدادي في كتابه سمات الخط ورقومه أن أهل العلم يكرهون الإعجام والإعراب إلا في الملبس وربما يحصل للكتاب إظلام .
وقيل بل ينبغي الشكل والإعجام للمكتوب كله أشكل أم لا وصوبه عياض لـ أجل ذي ابتداء في الصنعة والعلم ممن لا يعرف