المؤتلف والمختلف وغيرهما من السند والمتن لأنه حينئذ لا يميز المشكل من غيره ولا صواب وجه الإعراب للكلمة من خطئه وأيضا فقد يكون واضحا عند قوم مشكلا عند آخرين كالعجم ومن شاكلهم والقصد عموم الانتفاع وربما يظن هو النزعة عند المشكل واضحا بل وقد خفي عنه الصواب بعد ولذا قال ابن الصلاح وكثيرا ما يتهاون في ذلك الواثق وذلك وخيم العاقبة فإن الإنسان معرض للنسيان قال أبو الفتح البستي وكان يكثر التجنيس في شعر .
( يا أفضل الناس أفضالا على الناس ... وأكثر الناس إحسانا إلى الناس ) .
( نسيت وعدك والنسيان معتضـر ... فاعذر فأول ناس أول الـناس ) .
وقال أبو تمام سميت إنسانا لأنك ناس .
وممن كان كثير العجم والنقط لكتابه أو عوانة الوضاح أحد الحفاظ فقدم كتابه على حفظ غيره لشدة إتقانه وضبطه له وربما كما أشار إليه عياض يقع النزاع في حكم مستنبط من حديث يكون متوقفا على ضبط الإعراب فيه فيسأل الرواي كيف ضبط في اللفظ فيصير متخيرا لكونه أهمله أو يجسر على شيء بدون بصيرة ويقين كقوله ذكاة الجنين ذكاة أمة .
فأبو حنيفة ومن تابعه يرجحون النصب لاشتراطهم التذكية والجمهور كالشافعية والمالكية وغيرهما يرجحون الرفع لإسقاطهم ذكاته على أن بعض المحققين وجه النصب أيضا بما يرجع إليه وقوله لا نورث ما تركنا صدقة فالجماعة يروونه برفع صدقة على الخبرية لأن الأنبياء لا يورثون والإمامية يروونه على التمييز والمعنى أنه لا يورث ما تركوه صدقة