وقال آخر .
( استودع العلم قرطاسا فضيعه ... وبئس مستودع العلم القراطيس .
ولذا قال ثعلب إذا أردت أن تكون عالما فاكسر القلم .
وأول من دون الحديث ابن شهاب الزهري على رأس المائة الثانية بأمر عمر بن عبد العزيز وبعث به إلى كل أرض له عليها سلطان ثم كثر الله التدوين ثم التصنيف وحصل بذلك خير كثير وحينئذ فقد قال السبكي ينبغي للمرء أن يتخذ كتابة العلم عبارة سواء توقع أن تترتب عليها فائدة أم لا .
قال بعض العلماء وإنما لم يجد الخلاف بين المتقدمين فيه أيضا في القرآن لأن الدواعي تتوفر على حفظه وإن كان مكتوبا وذلك للذاذة نظمه وإيجازه وحسن تأليفه وإعجازه وكمال بلاغاته وحسن تناسب فواصله وغاياته وزيادة التبرك به وطلب تحصيل الأجور العظيمة بسببه .
المسألة الثانية .
وينبغي استحبابا متأكدا بل عبارة ابن خلاد وعياض تقتضي الوجوب وبه صرح الماوردي لكن في حق من حفظ العلم بالخط لطالب العلم لا سيما الحديث ومتعلقاته صرف الهمة لضبط ما يحصله بخطه أو بخط غيره من مرويه وغيره من كتب العلوم النافعة ضبطا يؤمن معه الالتباس وأهمه إعجام أي لفظ ما يستعجم بإغفال لفظه بحيث تصير فيه عجمة بل يميز الخاء المعجمة من الحاء المهملة والذال المعجمة من الدال المهملة كحديث عليكم بمثل حصى الخذف فيعجم كلا من الخاء والذال بالنقط وكالنقيع والبقيع فيميز ما يكون بالنون مما هو بالموحدة وكذا في الأسماء تبين خبابا من جناب وحباب وأبا الجوزاء من أبي الحوراء وما أشبه