فمبكرة في سمعة واحدة فيما قل بل بلغنا عن البلقيني أنه حفظ قصيدة من مرة وليس أحد اليوم على هذا فخشي من عدم تقييده أتدارسه وضياعه فدون .
ولذا قال ابن الصلاح ولولا تدوينه في الكتب لدرس في الأعصر الأخيرة يعني كما قال عمر بن عبد العزيز في كتابه إلى أهل المدينة انظروا ما كان من حديث رسول الله A فاكتبوه فإني خشيت دروس العلم وذهاب العلماء .
وقال عياض والحال اليوم داعية إلى الكتابة لانتشار الطرق وطول الأسانيد وقلة الحفظ وكلال الأفهام .
وقال الخطيب قد صار علم الكاتب في هذا الزمان أثبت من علم الحافظ .
وعن الشافعي قال إن هذا العلم يند كما تند الإبل ولكن الكتب له حماة والأقلام عليه رعاة .
وعن أحمد وإسحاق لولا الكتابة أي شيء كنا بل قال أحمد وابن معين كل من لا يكتب لا يؤمن عليه الغلط .
وعن ابن المبارك قال لولا الكتاب ما حفظنا لا سيما وقد ذكروا في الجمع بين الأدلة في الطرفين طرقا أحدها أن النهي خاص بوقت نزول القرآن خشية التباسه بغيره والإذن في غير ذلك ولذا خص بعضهم النهي بحياته A ونحوه قول ابن عبد البر النهي لئلا يتخذ مع القرآن كتاب يضاهي به يعني فحيث أمن المحذور بكثرة حفاظه والمعتنين به وقوة ملكه من شاء الله منهم لتميزه عن غيره لم تمنع أو أن النهي خاص بكتابة غير القرآن مع القرآن في شيء واحد لأنهم كانوا يسمعون تأويله فربما كتبوه معه