قال إسحاق فما الدليل قال حديث ابن عباس عن ميمونة هلا انتفعتم بجلدها يعني الشاة الميتة فقال إسحاق حديث ابن عكيم كتب إلينا النبي A قبل موته بشهر لا تنتفعوا من الميتة بإهاب ولا عصب يشبه أن يكون ناسخا له لأنه قبل موتة بيسير فقال الشافعي هذا كتاب وذاك سماع فقال إسحاق إن النبي A كتب إلى كسرى وقيصر وكان حجة عليهم فسكت الشافعي مع بقاء حجته كما قاله ابن المفضل المالكي يعني فإن كلامه في ترجيح السماع لا في إبطال الاستدلال بالكتاب وكأن إسحاق لم يقصد الرد لأنه ممن يرى أن المناولة أنقص من السماع كما سلف هناك بل هو ممن أخذ بالحديث الأول كالشافعي خلافا لأحمد .
وممن استعمل المكاتبة المقرونة بالإجازة أبو بكر بن عياش فإنه كتب إلى يحيى بن يحيى سلام علك فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو أما بعد عصمنا الله وإياك من جميع الآفات جاءنا أبو أسامة فذكر أنك أحببت أن أكتب إليك بهذه الأحاديث فقد كتبها ابني إملاء مني لها إليه فهي حديث مني لك عمن سميت لك في كتابي هذا فاروها وحدث بها عني فإني قد عرفت أنك هويت ذلك ومكان يكفيك أن تسمع ممن سمعها مني ولكن النفس تطلع إلى ما هويت فبارك الله لنا ولك في جميع الأمور وجعلنا ممن يهوى طاعته ورضوانه والسلام عليك .
وقال إسماعيل بن أبي أويس سمعت خالي مالك بن أنس يقول قال لي يحيى بن سعيد الأنصاري لما أراد الخروج إلى العراق التقط لي مائة حديث من حديث ابن شهاب حتى أرويها عنك قال مالك فكتبتها ثم بعثتها إليه وألحق الخطيب بهذا النوع في الصحة الكتابة بإجازة كتاب معين أو حديث خاص كما كتب إسماعيل بن إسحاق القاضي لأحمد بن إسحاق بن بهلول التنوخي بالإجازة بكتاب الناسخ والمنسوخ عن ابن زيد بن