بعض الشيوخ العلم يقول الرواية من العشرين والدراية من الأربعين .
وقال أبو الحسن سعد الخير الأنصاري كان الأمر المواظب عليه في عصر التابعين وما يقاربه لا يكتب الحديث إلا من جاوز حد البلوغ وصلا في عداد من يصلح لمجالسة العلماء ومذاكرتهم وسبقه الخطيب فقال قل من كان يكتب الحديث على ما بلغنا في عصر التابعين وقريبا منه إلا ما جاوز حد البلوغ وصار في عداد من يصلح لمجالسة العلماء ومذاكرتهم وسؤالهم .
وخالفهم غيرهم العشر من السنين في أهل البصرة كالسنة المألوفة لهم حيث تقيدوا بها والطلب في بلوغ الثلاثين من السنين مألوف لأهل الشام بفتح المعجمة مقصور مهموز على إحدى اللغات حكاه موسى الحمال أيضا عن كل من الفريقين وأعلى من هذا كله قول سفيان الثوري وأبي الأحوص كان الرجل إذا أراد أن يطلب الحديث تعبد قبل ذلك عشرين سنة فاجتمع في الوقت المستحب في ابتداء الطلب أقوال و الحق عدم التقيد بسن مخصوص بل ينبغي تقييده أي طلب المرء بنفسه بالفهم لما يرجع إلى الضبط لا أن المراد أنه يعرف علل الأحاديث واختلاف الروايات ولا أن يعقل المعاني واستنباطها إذ هذا ليس بشرط في الأداء فضلا عن التحمل فكتبه أي وتقيد كتب الحديث بنفسه بالتأهل للضبط أيضا وعبارة ابن الصلاح وأما الاشتغال بكتبة الحديث وتحصيله وضبطه وتقييده فمن حين يتأهل لذلك ويستعد له وذلك يختلف باختلاف الأشخاص وليس ينحصر في زمن مخصوص انتهى .
وعن الحسن قال طلب الحديث في الصغر كالنقش في الحجر ولذا قال نفطويه .
( آراني أنسى ما تعلمت في الكبر ... ولست بناس ما تعلمت في الصغر )