مرة بل بلغني عن بعض العلماء الراسخين في العربية إنه كان يقرىء شرح ألفية النحو لابن المصنف وهو ناعس .
وما توجد في الطابق من التنبيه على نعاس السامع أو المسمع لعله فيمن جهل حاله أو علم بعدم الفهم .
وأما متناع التقي ابن دقيق العيد من التحديث عن ابن المقير مع صحة سماعه منه لكونه شك هل نعس حال السماع أم لا فلورعه فقد كان من الورع بمكان .
ونحوه أنه قيل لعلي بن الحسين بن شقيق المروزي أسمعت الكتاب الفلاني فقال نعم ولكن نهى حمار يوما فاشتبه علي حديث ولم أعرف تعيينه فتركت الكتاب كله ( و ) كذلك رد عندهم فناذوتساهل في حالة الأداء أي التحديث ( كـ ) المودي لا من أصل صحيح مع كونه هو او القارىء او بعض السامعين خير حافظ حسبما يأتي في بابه .
ومن ذلك من كان يحدث بعد ذهاب أصوله واختلال حفظه كفعل ابن لهيعة فيما حكاه هشام بن حسان فقال جاء قوم [ - 1 ] ومعهم جزء فقالوا سمعناه من ابن لهيعة فنظرت فلم أجد فيه حديثا واحدا من حديثه فأتيته وأعلمته لذلك فقال ما أصنع يجيؤني بكتاب فيقولون هذا من حديثك فأحدثهم به .
ونحو مما وقع لمحمد بن خلاد السكندري جاءه رجل بعد أن ذهبت كتبه بنسخة ضمام بن إسماعيل وهمام بن عبد الرحمن فقال له أليس هذا سماعك قال نعم فحدثني بهما فقال قد ذهبت كتبي ولا أحدث من غير أصل فما ذاك حتى خدعه ولذا من سمع منه قديما قبل ذهاب كتبه كان صحيح الحديث ومن تأخر فلا .
وممن وصفه بالتساهل فيهما قرة بن عبد الرحمن قال يحي بن معين إنه كان يتساهل في السماع وفي الحديث وليس بكذاب