قال ولما علم الله منه هذه النية الصالحة أقبل بوجوه الناس إليه وحرك الهمم للسماع عليه فاجتمع إليه جماعة لا نعلمها اجتمعت في مجلس سماع قبل هذا بدمشق بل لم يجتمع مثلها قط لأحد ممن روى المسند نسأل الله الإخلاص قولا وفعلا .
الثاني عشر في التساهل وغيره ما يحزم الظبط ورد عند أهل الحديث ذو تساهل في الحمل أي التحمل للحديث وسماعه ( كـ ) المتحمل حال النوم الكثير الواقع منه أو من شيخه وعدم مبالاته بذلك فلم تقبلوا روايته .
وما وقع لهم من قبول الإمام الثقة الحجة عبد الله بن وهب مع وصف إبن المديني وغيره له بأنه كان روي الأخذ .
وقول عثمان بن أبي شيبة أنه رآه وأخوه أبو بكر وغيرهما من الحفاظ وهو نائم في حال كونه يقرأ له على ابن عينيه وأن عثمان قال للقاريء أنت تقرأ وصاحبك نائم فضحك له ابن عيبنة قال عثمان فتركنا ابن وهب إلى يومنا هذا فقيل له ولهذا تركتموه قال نعم أتريد أكثر من ذا رواه الخطيب .
فلكونه في ذلك ماشيا على مذهب أهل بلدة في تجويز الإجازة وأن يقال فيها حدثني بل قال أحمد إنه كان صحيح الحديث يفصل السماع من العرض والحديث من الحديث ما أصح حديثه فقيل له أليس كان يسيء الأخذ قال قد كان ولكنك إذا نظرت في حديثه عن مشايخه وجدته صحيحا .
ثم انه لا يصر في كل من التحمل والأداء النعاس الخفيف الذي لا يختل معه فهم الكلام لا سيما من الفطن فقد كان الحافظ المزي ربما ينعس في حال إسماعه ويغلط القارىء أو يزل فيبادر للرد عليه وكذا شاهدت شيخنا غير