فعله وإن تاب وحسنت توبته كما سيأتي بل بالغ أبو محمد الجوني فكفر متعمده والواضعون أيضا بعضهم قد صنعا ما وضعه على رسول الله A كلاما مبتكرا من عند نفسه وبعض قد وضعا كلام بعض الحكماء والزهاد أو الصحابة أو ما يروى في الإسرائيليات في المسند المرفوع إلى النبي A ترويجا له .
وقد روى العقيلي في الضعفاء عن محمد بن سعيد كأنه المصلوب أنه لا بأس إذا كان كلام حسن أن يضع له إسنادا .
وذكر الترمذي في العلل التي بآخر جامعه عن أبي مقاتل الخرساني أنه حدث عن عون بن أبي شداد بأحاديث طوال في وصية لقمان فقال له ابن أخيه يا عم لاتقل حدثنا عون فأنك لم تسمع منه هذا فقال يا ابن أخي إنه كلام حسن .
وأغرب من هذا كله ما عزاه الزركشي وتبعه شيخنا لأبي العباس القرطبي صاحب المفهم قال استجار بعض فقهاء أصحاب الرأي نسبة الحكم الذي دل عليه القياس إلى رسول الله A نسبة قولية فيقول في ذلك قال رسول الله A كذا ولهذا ترى كتبهم مشحونة بأحاديث تشهد متونها بأنها موضوعة لأنها تشبه فتاوي الفقهاء ولا تليق بجزالة كلام سيد المرسلين ولأنهم لا يقيمون لها سندا صحيحا قال وهؤلاء يشملهم الوعيد في الكذب على رسول الله A انتهى .
واقتصر الشارح على حكاية بعض هذه المقالة والضرر بهؤلاء شديد ولذلك قال العلائي أشد الأصناف ضررا أهل الزهد كما قاله ابن الصلاح وكذا المتفقه الذين استجاروا نسبة ما دل عليه القياس إلى النبي A .
وأما باقي الأصناف كالزنادقة فالأمر فيهم أسهل لأن كون تلك الأحاديث كذبا لا يخفى إلا على الأغبياء وكذا أهل الأهواء من الرافضة