عكرمة هذا أكبر من الزهري وهو معروف بالرواية عن ابن عمر فلما وجد الحديث من رواية حماد وغيره عنه كان ظاهره الصحة واعتضد بذلك ما رواه الزهري عن سالم عن أبيه وترجح به ما رواه نافع ثم فتشنا فبان أن عكرمة سمعه ممن هو أصغر منه وهو الزهري والزهري لم يسمعه من أبن عمر إنما سمعه من سالم فوضح أن رواية حماد مدلسة أو مسراة .
ورجع هذا الإسناد الذي كان يمكن الاعتضاد به إلى الإسناد المحكوم عليه بالوهم .
وكان سبب حكمهم عليه بذلك كون سالم أو من دونه سلك الجادة فإن العادة في الغالب أن الإسناد إذا انتهى إلى الصحابي بعده عن النبي A فلما جاء هنا بعد الصحابي ذكر صحابي آخر والحديث من قوله كان ظنا غالبا على أن من ضبطه هكذا أتقن ضبطا وهي أي العلة الخفية تجيء غالبافي السند أي وقليلا في المتن فالتي في السند تقدح في قبول المتن بقطع مسند متصل او بوقف مرفوع أو بغير ذلك من موانع القوبل وذلك لازم إن كانت من جهة اختلاف على راوي الحديث الذي لا يعرف من غير جهته ولم يكن الجمع وراويها أرجح ولو في شيء خاص وكذا اذا تبين أن راوي الطريق الفرد لم يسمع ممن فوقه مع معاصرته له كحديث أشعث بن سوار عن محمد بن سيرين عن تميم الداري فإن ابن سيرين لم يسمع من تميم لأن مولده لسنتين بقيتا من خلافة عثمان وكان قتل عثمان Bه في ذي الحجة سنة خمس وثلاثين وتميم مات سنة أربعين ويقال قبلها .
وكان ابن سيرين مع أبويه بالمدينة ثم خرجوا إلى البصرة فكان إذ ذاك صغيرا وتميم مع ذلك كان بالمدينة ثم سكن الشام وكان انتقاله إليها عند قتل عثمان .
وحينئذ فهو منقطع بخفاء الإرسال وقد خفي ذلك على الضياء مع