المتعاصرين في السن ولو تقريبا و بـ الأخذ عن المشايخ وربما اكتفوا بالاشتراك في التلاقي وهو غالبا ملازم للاشتراك في السن قال ابن الصلاح والباحث الناظر في هذا الفن يحتاج إلى معرفة المواليد والوفيات ومن أخذوا عنه ومن أخذ عنهم ونحو ذلك ورب شخصين يكونان من طبقة واحدة لتشابههما بالنسبة إلى جهة ومن طبقتين بالنسبة إلى جهة أخرى لا يتشابهان فيها فأنس ابن مالك الأنصاري وغيره من أصاغر الصحابة مع العشرة وغيرهم من أكابر الصحابة من طبقة واحدة إذا نظرنا إلى تشابههم في أصل صفة الصحبة فعلى هذا فالصحابة بأسرهم طبقة أولى والتابعون طبقة ثانية وأتباع التابعين طبقة ثالثة وهلم جرا يعني كما صنع ابن حبان وغيره .
وإذا نظرنا إلى تفاوت الصحابة في سوابقهم ومراتبهم كانوا على ما سبق ذكره يعني في الصحابة بضع عشرة طبقة ولا يكون عند هذا أنس وغيره من أصاغر الصحابة من طبقة العشرة من الصحابة بل دونهم بطبقات يعني كما فعل ابن سعد في الصحابة ومن بعدهم حيث عدد في كل الطباق منهم قال شيخنا ولكل منهما وجه ومنهم من يجعل كما قال ابن كثير كل طبقة أربعين سنة .
وقد يستشهد له بما يروي أن رسول الله A قال طبقات أمتي خمس طبقات كل طبقة منهما أربعون سنة فطبقتي وطبقة أصحاب أهل العلم والإيمان والذين يلونهم إلى الثمانين أهل البر والتقوى والذين يلونهم إلى العشرين ومائة أهل التراحم والتواصل والذين يلونهم إلى الستين يعني ومائة أهل التقاطع والتدابر والذين يلونهم إلى المائتين أهل الهرج والحروب رواه يزيد الرقاشي وأبو معن وكلاهما في ابن ماجه وعباد بن عبد الصمد أبو معمر كما في نسخة كامل بن طلحة ومن طريقه الديلمي في مسنده ثلاثتهم وهم ضعفاء عن أنس وكذا له شواهد كلها ضعاف منها أن علي بن حجر رواه