بزوال عقله في ذي الحجة سنة أربع وثمانين وثلاثمائة وعاش بعد ثلاث سنين وقصدته فيها فوجدته لا يعقل وكل من أخذ عنه بعد ذلك فلقلة مبالاته بالدين ومات في جمادى الأولى سنة سبع وثمانين انتهى .
وعلى هذا فمدة اختلاطه كما قال المصنف في التقييد سنتان ونصف سنة تنقص أياما وتجوز الذهبي فقال في العبر وتبعه المصنف في الشرح اختلط قبل موته بثلاثة أعوام فتجنبوه بل صرح في الميزان بقوله ما عرفت أحدا سمع منه في أيام عدم عقله وكذا قال في تاريخ الإسلام وما أعتقه أنهم سمعوا منه إلا في صحة عقله فإن من لا يعقل كيف سمع عليه وهو متعقب بكلام الحاكم على أن الحاكم لينه بخلاف هذا فإنه قال عقدت له مجلس التحديث سنة ثمان وستين ودخلت بيت كتب جده وأخرجت له مائتين وخمسين جزءا من سماعاته الصحيحة وانتقيت له عشرة أجزاء وقلت دع الأصول عندي صيانة لها فأخذها وفرقها على الناس وذهبت ومد يده إلي كتب غيره فقرأ منها ثم إنه مرض إلى آخر كلامه .
وأما ثانيهما فقال المصنف في التقييد لم أر من ذكره فيمن اختلط إلا أبا علي المذكور وقد ترجمه حمزة السهمي في تاريخ جرجان فلم يذكر شيئا من ذلك وهو أعرف به من شيوخه ويشهد له رواية رفيقه الحافظ أبي بكر الإسماعيلي عنه في صحيحه لأكثر من مائة حديث لكنه يدلسه فمرة يقول حدثنا محمد بن أحمد العبدي ومرة محمد بن أبي حامد النيسابوري والعبقسي والثغري لكن لا مانع أن يكون تغيره إن صح بعد أخذ الإسماعيلي عنه وكانت وفاته في رجب سنة سبع وسبعين وثلاثمائة قال المصنف وثم آخر يوافق الغطريفي في اسمه واسم أبيه وبلده ويقاربه في اسم الجد وهما متعاصران وهو محمد بن أحمد ابن الحسن بالتكبير الجرجاني وهو ممن ذكر الحاكم أنه تغير واختلط فيحتمل أن يكون اشتبه بالغطريفي