حديثه وشريعته .
ولذا رأى رجل عند موت ابن معين النبي A وأصحابه مجتمعين فسألهم عن سبب اجتماعهم فقال النبي A جئت لأصلي على هذا الرجل فإنه كان يذب الكذب عن حديثي نودي بين يدي نعشه هذا الذي كان ينفي الكذب عن رسول الله A ثم رؤي في النوم فقيل له ما فعل الله بك قال غفر لي وأعطاني وحباني وزوجني ثلاث حوراء وأدخلني عليه مرتين وقيل فيه .
( ذهب العليم بعيب كل محدث ... وبكل مختلف وفي الإسناد ) .
( وبكل وهم في الحديث ومشكل ... يعني به علماء كل بلاد ) .
فإن قيل قد شغف جماعة من المتأخرين القائلين بالتاريخ وما أشبهه كالذهبي ثم شيخنا بذكر المعائب ولو لم يكن المعاب من أهل الرواية وذلك غيبة محضة ولذا تعقب ابن دقيق اليد ابن السمعاني في ذكره بعض الشعراء وقدح فيه بقوله إذا لم يضطر إلى القدح فيه للرواية لم يجز .
ونحوه قول ابن المرابط قد دونت الأخبار وما بقي للتجريح فائدة بل انقطعت من راس الأربعمائة ودندن هو وغيره ممن لم يتدبر مقاله بعيب المحدثين بذلك .
قلت والملحوظ في تسويغ ذلك كونه نصيحة ولا انحصار لها في الرواية فقد ذكروا من الأماكن التي يجوز فيها ذكر المرء بما يكره ولا يعد ذلك غيبة بل هو نصيحة واجبة أن تكون للمذكور ولاية لا يقوم بها على وجهها إما بأن لا يكون صالحا لها وإما بأن يكون فاسقا أو مغفلا أو نحو ذلك فيذكر ليزال بغيره ممن يصلح أو يكون مبتدعا أو فاسقا ويرى من يتردد إليه للعلم ويخاف عليه عود الضرر من قبله فيعلمه ببيان حاله