بن عبد الله بن عباس من تاريخ الإسلام له قوم أعرض أهل الجرح والتعديل عن كشف حالهم خوفا من السيف والضرب قال وما زال هذا في كل دولة قائمة يصف المؤرخ محاسنها ويغضي عن مساويها هذا إذا كان ذا دين وخير فإن كان مداحا مداهنا لم يلتفت إلى الورع بل ربما أخرج مساويء الكبير وهناته في هيئته المدح والمكارم والعظمة فلا قوة إلا بالله .
ولا شك أن في المتكلمين في ذلك من المتأخرين من كان من الورع بمكان كالحافظ عبد الغني صاحب الكمال في معرفة الرجال المخرج لهم في الكتب الستة الذي هذبه المزي وصار كتابا حافلا عليه معول من جاء بعده واختصره شيخنا وغيره من المتقدمين من لم يشك في ورعه كالإمام أحمد بل قال إنه أفضل من الصوم والصلاة وابن المبارك فإنه قال لو خيرت بين أن أدخل الجمة وبين أن ألقى عبد الله بن المحرر لاخترت أن ألقاه ثم أدخل الجنة فلما رأيته كانت بعرة أحب إلي منه .
وابن معين مع تصريحه بقوله إنا لنتكلم في أناس قد حطوا رحالهم في الجنة والبخاري القائل وما اغتبت أحدا مذ علمت أن الغيبة حرام .
وحجتهم التوصل بذلك لصون الشريعة وأن حق الله ورسوله هو المقدم .
ولقد أحسن الإمام يحيى ابن سعيد القطان في جوابه لأبي بكر ابن خلاد حين قاله أما تخشى أن يكون هؤلاء الذين تركت حديثهم خصماءك عند الله يوم القيامة وسد بمهملتين أولاهما مفتوحة أي وفق للسداد وهو والصواب والقصد من القول والعمل حيث قال لأن يكونوا أي المتروكون خصماء لي أحب إلى ن كون خصمي المصطفى A إذ لم أذب بفتح الهمزة وضم الذال المعجمة ثم موحدة أي أمنع الكذب عن