فـ بعده في الثلاثين من السنين بعد الأربعمائة أيضا وذلك في بكرة يوم الاثنين العشرين من المحرم مات الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبد الله الأصبهاني مؤلف معرفة الصحابة و تاريخ أصبهان و علوم الحديث وغيرها فيما أرخه يحيى بن عبد الوهاب بن مندة بها وسئل عن مولده فقال في شهر رجب سنة ست وثلاثين وثلاثمائة .
ولـ مضى ثمان من السنين مات من طبقة أخرى تلى هذه في الزمن الحافظ الفقيه أبو بكر أحمد بن الحسين الشافعي بيهقي القوم أي الحفاظ وأئمة الشافعية لاحتياجهم لتصانيفه الشهيرة وانتفاعهم بها ونسب لبيهق بفتح الموحدة وسكون المثناة التحتانية بعدها هاء مفتوحة ثم قاف وهي قرى مجتمعة بنواحي نيسابور على عشرين فرسخا منها وكانت قصبتها خسر وجرد من بعد مضي خمسين وأربعمائة وذلك في عاشر جمادى الأولى من سنة ثمان وخمسين بنيسابور وحمل تابوته إلى بيهق قاله السمعاني قال وكان مولده سنة أربع وثمانين وثلاثمائة .
وبعد مضي خمسة من وفاة الذي قبله مات خطيبهم أي الحفاظ والمسلمين الحافظ أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت البغدادي الشافعي وكذا النمري بفتح النون والميم وإسكان آخره نسبة إلى النمر بكسر الميم وهي من شواذ النسب التي تحفظ ولا يقاس عليها كالنسبة إلى أمية بضم الهمزة أموي بفتحها وأبي سلمة تكسر اللام سلمى بفتحها كما تقدم الحافظ أبو عمر يوسف ابن عبد الله بن محمد بن عبد البر القرطبي المالكي مؤلف الاستيعاب وجملة كلاهما في سنة واحدة وهي كما علمته سنة ثلاث وستين وأربعمائة فالخطيب في ذي الحجة منها ببغداد أرخه ابن شافع وزاد غيره في سابعه وأن مولده في جمادى الآخرة سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة وقيل سنة اثنتين وهو المحكى عن الخطيب نفسه