الاعتقادية والمسائل الفقهية مأخوذة من كلام الهادي من الضلالة والمبصر من العمى والجهالة والنقلة لذلك هم الوسائط بيننا وبينه والروابط في تحقيق ما أوجبه وسنه فكان التعريف بهم من الواجبات والتشريف بتراجمهم من المهمات ولذا قام به في القديم والحديث أهل الحديث بل نجوم الهدى ورجوم العدى ووضعوا التاريخ المشتمل على ما ذكرناه مع ضمهم له الضبط لوقت كل من السماع وقدوم المحدث البلد الفلاني في رحلة الطالب وما أشبهه كما تقدم شيء من تصانيفهم في أدب طالب الحديث ليختبروا بذلك من جهلوا حاله في الصدق والعدالة لما كذبا ذووه ذو الكذب حتى بان أي ظهر به كذبهم وبطلان قولهم الذي يرجون به على من أعقله لما حسبا سنهم وسن من زعموا لقياهم إياه وافتضحوا بذلك وأمثلته كثيرة كما اتفق الإسماعيل ابن عياش أنه سأل رجلا اختبارا أي سنة كتبت عن خالد بن معدان فقال سنة ثلاث عشرة يعني ومائة فقال له أنت تزعم أنك سمعت من خالد بعد موته بسبع سنين وهذا على أحد الأقوال في وقت وفاة خالد وإلا فقد قال الخطيب جاء عن عمران بن موسى أنه قال أخبرنا شيخكم الصالح وأكثر من ذلك فقيل له من هو فقال خالد بن معدان فقيل له في أي سنة لقيته قال سنة ثمان ومائة في غزاة أرمينية فقيل له اتق الله يا شيخ ولا تكذب مات خالد سنة أربع ولم يغز أرمينية .
وكذا قال عفير بن معدان لمن زعم أنه سمع من خالد أيضا أنه مات في سنة أربع وهو قول رحيم وسليمان الخبايري ومعاوية بن صالح ويزيد بن عبد ربه وقال إنه قرأه كذلك في ديوان العطاء ورجحه ابن حبان وبه جزم الذهبي في العبر .
وفيها من الأقوال أيضا سنة ثمان ورجحه ابن قانع أو خمس أو ثلاث وقال ابن سعد إنهم مجمعون عليه وهو قول الهيثم بن عدي والمدائني والفلاس وابن معين ويعقوب بن شيبة في آخرين