ومنه قيل لفلان تاريخ قومه أي إليه المنتهى في شرف قومه كما قاله المطرزي أو لكونه ذاكرا للأخبار وما شكلها .
وممن لقب بذلك أبو البركات محمد بن سعد بن سعيد البغدادي العسال المقرمي الحنبلي المتوفى سنة تسع وخمسمائة .
وأول من أمر به عمر بن الخطاب وذلك في سنة ست عشرة من الهجرة النبوية من مكة إلى المدينة واختير لابتدائه أول سنيها بعد أن جمع المهاجرين واستشارهم فيه لأنها فيما قيل غير مختلف فيها بخلاف وقت كل من البعثة والولادة وأما وقت الوفاة فهو إن لم يختلف فيه فالابتداء به وجعله أصلا غير مستحسن عقلا لتهييجه للحزن والأسف وأيضا فوقت الهجرة مما يتبرك به لكونه وقت استقامة ملة الإسلام وتوالي الفتوح وترادف الوفود واستيلاء المسلمين .
ثم اختير أن تكون السنة مفتتحة من شهورها بالمحرم لكونه شهر الله وفيه يكسى البيت ويضرب الورق وفيه يوم تاب فيه قوم فتيب عليهم وكان السبب فيه كما رواه ابن جرير من طريق الشعبي أن أبا موسى الأشعري كتب إلى عمر أنه يأتينا منك كتب ليس فيها تاريخ فأرخ .
بل روى أيضا من طريق ابن شهاب أن النبي A لما قدم المدينة وقدمها في شهر ربيع الأول أمر بالتاريخ .
ومن طريق عمرو بن دينار أول من أرخ يعلي بن أمية وهو باليمن ولكن المعتمد الأول .
وهو فن عظيم الوقع من الدين قديم النفع به للمسلمين لا يستغنى عنه ولا يعتنى بأعم منه خصوصا ما هو القصد الأعظم منه وهو البحث عن الرواة والفحص عن أحوالهم في ابتدائهم وحالهم واستقبالهم لأن الأحكام