وكذا اتفق للحاكم مع محمد بن حاتم الكشي حين حدث عن عبد بن حميد فسأله عن مولده فقال له في سنة ستين ومائتين فقال إن هذا سمع من عبد بعد موته بثلاث عشرة سنة .
وقال المعلى بن عرفان كما في مقدمة مسلم حدثنا أبو وائل قال خرج علينا ابن مسعود بصفين فقال أبو نعيم أتراه بعث بعد الموت .
وكذا أرخ أبو المظفر محمد بن علي الطبري الشيباني سماع ابن عيينة من عمرو بن دينار في سنة ثلاثين ومائة فافتضح إذ موت عمرو قبل ذلك إجماعا كما قدمته في المسلسل .
ومن ثم قال الثوري لما استعمل الرواة الكذب استعلمنا لهم التاريخ أو كما قال .
ونحوه قول حسان بن يزيد كما رواه الخطيب في تاريخه لم يستعن على الكذابين بمثل التاريخ يقال للشيخ سنة كم ولدت فإذا أقر بمولده عرف صدقه من كذبه وقول حفص بن غياث القاضي إذا اتهمتم الشيخ فحاسبوه بالسنين يعني بفتح النون المشددة تثنية سن وهو العمر يريد احسبوا سنه وسن من كتب عنه إلى غير ذلك .
وكذا يتبين به ما في السند من انقطاع أو عضل أو تدليس أو إرسال ظاهر أو خفي للوقوف به على أن الراوي مثلا لم يعاصر من روى عنه أو عاصره ولكن لم يلقه لكونه في غير بلده وهو لم يرحل إليها مع كونه ليست له منه إجازة أو نحوها وكون الراوي عن بعض المختلط سمع منه قبل اختلاطه ونحو ذلك وربما يتبين به التصحيف في الأنساب كما أسلفته في التصحيف وهو أيضا أحد الطرق التي يتميز بها الناسخ والمنسوخ كما سلف في بابه وربما يستدل به لضبط الراوي حيث يقول في المروي وهو أول شيء سمعته منه أو رأيته في يوم الخميس يفعل كذا أو كان فلان آخر