والاعتراض الثاني ذكره ابن دقيق العيد أنه ينتقض بقول الترمذي في كثير من المواضع " هذا حديث حسن صحيح لا نعرفه إلا من هذا الوجه " يصرح بأنه ليس له إلا مخرج واحد " وقد يجاب عن هذا بأمرين .
أحدهما أن الصورة التي ذكرها ابن الصلاح مطلقة ليست مقيدة بهذا القيد وكلامه محمول عند الإطلاق ويكون المراد هو الأعم الأغلب فإن هذا القيد الذي ذكره الترمذي قليل بالنسبة إلى مطلقه .
الثاني سلمنا ذلك لكن يحتمل أن يريد به " لا نعرفه إلا من حديث بعض الرواة " لا أن المتن لا نعرفه إلا من هذا الوجه أي انفراد الراوي به عن راو آخر لا أن المتن منفرد به ويدل لهذا أنه أخرج في كتاب الفتن حديث خالد الحذاء عن ابن سيرين عن أبي هريرة " من أشار إلى أخيه بحديدة "