قلت قال الغزالي في الإحياء " هذه الكلمة اعتبرها قوم في تعلم العلم لغير الله ثم رجوعهم إلى الله " قال " وإنما العلم الذي أشار إليه هذا القائل هو علم الحديث وتفسير القرآن ومعرفة سير الأنبياء عليهم السلام والصحابة رضي الله تعالى عنهم فإن فيه التخويف والتحذير وهو سبب لإثارة الخوف من الله تعالى فإن لم يؤثر في الحال أثر في المآل فأما الكلام والفقه المجرد الذي يتعلق بفتاوى المعاملات وفصل الخصومات المذهب منه والخلاف فلا يرد الراغب فيه للدنيا إلى الله تعالى بل لا يزال متماديا في حرصه إلىآخر عمره " وقال في موضع آخر قال بعض المحققين قولهم " فأبى أن يكون إلا لله " حصل لنا حديثه وألفاظه .
واعلم أن هذا أسنده القاضي عياض في الإلماع من جهة محمد بن إسحاق عن سماك بن حرب قال طلبنا هذا الأمر لا نريد به الله فلما بلغت منه حاجتي دلني على ما ينفعني وحجزني عما يضرني قال القاضي وروي نحوه في حديث سفيان بن عيينة ومجاهد والحسن ومعمر وغيرهم بمعناه ( 1 ) وروى عبد الله بن أحمد في زياداته من طريق مالك بن مغول عن الشعبي قال علي " تعلموا العلم صغارا تنتفعوا به كبارا تعلموا العلم لغير الله يصير لذات الله تعالى " ( 2 ) .
واعلم أن ما قاله المصنف أولا فيه إجمال .
وقال ( أ / 208 ) القاضي الماوردي في أدب الدنيا والدين " إن كان الباعث للطلب دنيا وجب على الشيخ إسعافه وإن لم يكن فإن كان مباحا لرجل دعاه إلى