[ ص 450 ] أخبرني من لا أتهم من أهل المدينة عن ابن أبي ذئب قال قضى سعد بن إبراهيم على رجل بقضية برأي ربيعة بن أبي عبد الرحمن فأخبرته عن النبي بخلاف ما قضى به فقال سعد لربيعة : هذا بن أبي ذئب وهو عندي ثقة يخبرني عن النبي بخلاف ما قضيتُ به ؟ فقال له ربيعة : قد اجتهدتَ ومضى حكمك فقال سعدٌ : واعَجَبَا أُنْفذ قضاء سعد بن أم سعد وأردُّ قضاء رسول الله ؟ بل أرد قضاء سعد بن أم سعد وأنفذ قضاء رسول الله فدعا سعد بكتاب القضية فَشَقَّه وقضى للمقضيِّ عليه .
قال " الشافعي " : أخبرني أبو حنيفة بن سمِاك بن الفضل الشهابي قال حدثني ابن أبي ذئب عن المقْبُري عن أبي شريح [ ص 452 ] الكعبي أن النبي قال عام الفتح : ( ( من قُتل له قتيل فهو بخير النظرين : إن أحب أخَذَ العقلَ وإن أحب فله القَوَدُ ) ) ( 1 ) قال أبو حنيفة : فقلت لابن أبي ذئب : أتأخذ بهذا يا أبا الحارث ؟ فضرب صدري وصاح علي صياحاً كثيراً ونال مني وقال : أحدثك عن رسول الله وتقول تأخذ به ؟ نعم آخذ به . وذلك الفرض عليَّ وعلى من سمعه إن الله اختار محمداً من الناس فهداهم به وعلى يديه واختار لهم ما اختار له وعلى لسانه فعلى الخلق أن يتبعوه طائعين أو داخِرين لا مَخرج لمسلم من ذلك . قال : وما سكت حتى تمنيت أن يسكت .
[ ص 453 ] قال : وفي تثبيت خبر الواحد أحاديث يكفي بعضُ هذا منها .
ولم يزل سبيل سلفنا والقرونِ بعدهم إلى من شاهدنا هذا السبيل .
وكذلك حُكي لنا عمن حُكي لنا عنه من أهل العلم بالبلدان .
_________ .
( 1 ) رواه أحمد وابن ماجه وروي عن ابي هريرة معناه رواه أحمد وأصحاب الكتب الستة . والعقل الدية والقود القصاص