الحديث 377 : أكبر الكبائر الشرك بالله الخ .
الحديث الخامس : عن أبي بكرة Bه قال : قال رسول الله A [ ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ؟ - ثلاثا - قلنا : بلى يا رسول الله قال : الإشراك بالله و عقوق الوالدين و كان متكئا فجلس و قال : ألا و قول الزور و شهادة الزور فما زال يكررها حتى قلنا : ليته سكت ] .
فيه مسائل الأولى : قد يدل الحديث على انقسام الذنوب إلى صغائر و كبائر و عليه أيضا يدل قوله تعالى { إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه } و في الاستدلال بهذا الحديث على ذلك نظر لأن من قال : كل ذنب كبيرة فالكبائر و الذنوب عنده متواردان على شيء واحد فيصير كأنه قيل : ألا أنبئكم بأكبر الذنوب و عن بعض السلف أن كل ما نهى الله عنه فهو كبيرة و ظاهر القرآن و الحديث على خلافه و لعله أخذ الكبيرة باعتبار الوضع اللغوي و نظر إلى عظم المخالفة للأمر و النهي و سمى كل ذنب كبيرة الثانية : يدل على انقسام الكبائر في عظمها إلى كبير و أكبر لقوله عليه السلام [ ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ؟ ] و ذلك بحسب تفاوت مفاسدها و لا يلزم من كون هذه أكبر الكبائر استواء رتبها أيضا في نفسها فإن الإشراك بالله أعظم كبيرة من كل ما عداه من الذنوب المذكورة في الأحاديث التي ذكر فيها الكبائر