فصل .
وتسن صدقة التطوع في كل وقت لقوله تعالى : { من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة } [ البقرة : ه24 ] وقال A : [ إن الصدقة لتطفئ غضب الرب وتدفع ميتة السوء ] حسنه الترمذي وعن أبي هريرة مرفوعا : [ من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب - ولا يصعد إلى الله إلا الطيب - فإن الله تعالى يقبلها بيمينه ثم يربيها لصاحبها كما يربي أحدكم فلوه حتى تكون مثل الجبل ] متفق عليه .
لا سيما سرا لقوله تعالى : { وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم } [ البقرة : 271 ] الآية وفي حديث [ سبعة يظلهم الله في ظله ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه ] .
وفي الزمان والمكان الفاضل كشهر رمضان وعشر ذي الحجة وكالحرمين لمضاعفة الصلاة فيهما وقال ابن عباس : [ كان رسول الله A أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل ] الحديث متفق عليه وعن أنس [ سئل رسول الله A أي الصدقة أفضل ؟ قال : صدقة في رمضان ] رواه الترمذي وعن ابن عباس مرفوعا : [ ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام - يعني أيام العشر - قالوا : يارسول الله ولا الجهاد في سبيل الله ؟ قال : ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بماله ونفسه ثم لم يرجع من ذلك بشئ ] رواه البخاري .
وعلى جاره لقوله تعالى : { والجار ذي القربى والجار الجنب } [ النساء من الآية : 36 ] وحديث [ ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه ] متفق عليه .
وذوي رحمه فهي صدقة وصلة لقوله تعالى { وبالوالدين إحسانا وبذي القربى } [ النساء : 36 ] وحديث [ أفضل الصدقة على ذي الرحم الكاشح ] رواه أحمد وغيره .
ومن تصدق بما ينقص مؤنة تلزمه أوأضر بنفسه أوغريمه أثم بذلك لقوله A [ وابدأ بمن تعول وخير الصدقة عن ظهر غنى ] متفق عليه وحديث [ كفى بالمرء إثما أن يضيع من يقوت ] رواه مسلم وعن أبي هريرة : قال [ أمر رسول الله A بصدقة فقام رجل فقال : يارسول الله عندي دينار قال : تصدق به على نفسك قال : عندى آخر قال تصدق به على ولدك قال : عندي آخر قال : تصدق به على زوجتك قال : عندي آخر قال : تصدق به على خادمك قال : عندي آخر قال : أنت أبصر ] رواه أبو داود وقال A : [ لا ضرر ولا ضرار ] فإن وافقه عياله على الإيثار فهو أفضل لقوله تعالى : { ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة } [ الحشر : 9 ] وقال A : [ أفضل الصدقة جهد من مقل إلى فقير في السر ] رواه أبو داود .
وكره لمن لا صبر له أو لا عادة له على الضيق أن ينقص نفسه عن الفكاية التامة نص عليه لأنه نوع إضرار به وروى أبو داود عن النبي A قال : [ لا يأتي أحدكم بما يملك فيقول : هذه صدقة ثم يقعد يستكف الناس خير الصدقة ما كان عن ظهر غنى ] وقال A لسعد : [ إنك أن تدع ورثتك أغنياء خير من أن تدعهم عالة يتكففون الناس ] متفق عليه .
والمن بالصدقة كبيرة ويبطل به الثواب على نص الإمام أحمد : أن الكبيرة ما فيه حد في الدنيا أو وعيد في الآخرة لقوله : { لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى } الأية [ البقرة : 264 ] وحديث : [ ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولهم عذاب أليم : المسبل والمنان والمنفق سلعته بالحلف الكاذب ]