" فصل " : في آداب الخلاء وفي الاستنجاء : .
وقد بدأ بالأول منهما فقال : " يقدم " ندبا " داخل الخلاء يساره " بفتح الياء أفصح من كسرها " والخارج يمينه " على العكس من المسجد لأن كل ما كان من التكريم يبدأ فيه باليمين وخلافه باليسار لمناسبة اليسار للمستقذر واليمين لغيره .
وقد روى الترمذي عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه : ( إن من بدأ برجله اليمنى قبل يساره إذا دخل الخلاء ابتلي بالفقر ) وفي معنى الرجل بدلها من أقطعها . والخلاء بالمد : المكان الخالي نقل إلى البناء المعد لقضاء الحاجة عرفا . قال الترمذي : سمي باسم شيطان فيه يقال له خلاء وأورد فيه حديثا وقيل : لأنه يتخلى فيه أي يتبرز وجمعه أخلية كرداء وأردية ويسمى أيضا المرفق والكنيف والمرحاض وتعبيره به وبالدخول جرى على الغالب فلا مفهوم له كما في قوله تعالى ( وربائبكم اللاتي في حجوركم ) فيقدم يساره إلى موضع جلوسه في الصحراء ويمناه عند منصرفه ودناءة الموضع قبل قضاء الحاجة فيه تحصل بمجرد قصد قضائها فيه كالخلاء الجديد قبل أن يقضي فيه أحد حاجته وقياس ذلك أن يكون الحكم في الصلاة في الصحراء هكذا أيضا فيقدم اليمين للموضع الذي اختاره للصلاة . ويندب ( 1 / 40 ) أن يعد أحجار الاستنجاء إن أراد الاستنجاء بها لخبر : ( إذا ذهب أحدكم إلى الغائط فليذهب معه بثلاثة أحجار يستطيب بهن ) أو الماء إن أراد الاستنجاء به أو هما إن أراد الجمع