" يتيمم المحدث والجنب " والحائض والنفساء ومن ولدت ولدا جافا لخبر الصحيحين : أنه A صلى ثم رأى رجلا معتزلا لم يصل مع القوم فقال : ( يا فلان ما منعك أن تصلي مع القوم ) فقال : أصابتني جنابة ولا ماء فقال : ( عليك بالصعيد فإنه يكفيك ) وفيهما عن عمار بن ياسر قال : أجنبت فلم أجد الماء فتمعكت في التراب فأخبرت النبي A بذلك فقال : ( إنما يكفيك أن تقول بيديك هكذا ) ثم ضرب بيديه الأرض ضربة واحدة ثم نفضهما ثم مسح الشمال على اليمين وظاهر كفيه ووجهه . قال في " المجموع " : ومعنى تمعكت : تدلكت . وفي رواية : تمرغت وهو بمعنى تدلكت ا . ه . قال شيخنا : والأولى تفسير تمعكت بتمرغت إذ هو معناه لغة ولأن في هذه الرواية : " فتمرغت في الصعيد كما تمرغ الدابة " .
وخرج بالمحدث وما ذكر معه المتنجس فلا يتيمم للنجاسة لأن التيمم رخصة فلا يتجاوز محل ورودها .
ولو اقتصر المصنف على المحدث كما اقتصر عليه في الحاوي لكان أولى ليشمل جميع ما ذكر .
قال الولي العراقي : وقد يقال ذكره الجنب بعد المحدث من عطف الأخص على الأعم ا . ه . وعلى كل حال إنما اقتصر على ما ذكره لأنه الأصل وجمل النص وإلا فالمأمور بغسل مسنون كغسل جمعة وعيد يتيمم أيضا - كما ذكره في باب الجمعة وغيره - قال الإسنوي : والقياس أن المأمور بوضوء مسنون يتيمم أيضا كما في نظيره من الغسل وكذا الميت ييمم كما سيأتي . " .
لأسباب " جمع سبب يعني لواحد من أسباب . والسبب : ما يتوصل به إلى غيره .
والمبيح للتيمم في الحقيقة شيء واحد : وهو العجز عن استعمال الماء . وللعجز أسباب ولو عبر بما قدرته كان أولى لكن هذا ظاهر ولكني ذكرته تشحينا للذهن