أخرج الفرياني وابن جرير عن مجاهد قال أربع آيات من أول البقرة نزلت في المؤمنين وآيتان في الكافرين وثلاث عشرة آية في المنافقين ( ك ) وأخرج ابن جرير من طريق ابن اسحق عن محمد بن عكرمة عن سعيد ابن جبير عن ابن عباس في قوله : { إن الذين كفروا } الآيتين أنهما نزلتا في يهود المدينة ( ك ) وأخرج عن الربيع بن أنس قال : آيتان نزلتا في قتال الأحزاب { إن الذين كفروا سواء عليهم } إلى قوله { ولهم عذاب عظيم } .
قوله تعالي : { وإذا لقوا الذين آمنوا } أخرج الواحدي والثعلبي من طريق محمد بن مروان و السدي الصغير عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال : نزلت هذه الآية في عبدالله بن آبى وأصحابه وذلك أنهم خرجوا ذات يوم فاستقبلهم نفر من أصحاب رسول الله A فقال عبدالله ا بن آبي : انظروا كيف أرد عنكم هؤلاء السفهاء فذهب فأخذ بيد أبي بكر فقال : مرحبا بالصديق سيد بني تيم وشيخ الإسلام وثاني رسول الله في الغار الباذل نفسه وماله لرسول الله ثم أخذ بيد عمر : فقال مرحبا بسيد بني كعب الفاروق القوي في دين الله الباذل نفسه وماله لرسول الله ثم أخذ بيد علي فقال مرحبا بابن عم الرسول وختنه سيد بني هاشم ما خر رسول الله ثم افترقوا فقال عبد الله لأصحابه : كيف رأيتموني فعلت فإذا رأيتموهم فافعلوا كما فعلت فأثنوا عليه خيرا فرجع المسلمون إلى النبي A وأخبروه بذلك فنزلت هذه الآية هذا الإسناد واه جدا فإن السدي الصغير كذاب وكذا الكلبي وأبو صالح ضعيف .
قوله تعالى { أو كصيب } الآية ( ك ) أخراج ابن جرير من طريق السدي الكبير عن أبي مالك وأبي صالح عن ابن عباس وعن مرة عن ابن مسعود وناس من الصحابة قالوا : كان رجلان من المنافقين من أهل المدينة هربا من رسول الله إلى المشركين فأصابهم هذا المطر الذي ذكر الله فيه رعد شديد وصواعق وبرق جعلا كلما أصابهما الصواعق جعلا أصابعهما في آذنهما من الفرق أن تدخل الصواعق في مسامعهما فتقتلهما وإذا لمع البرق مشيا إلى ضوئه وإذا لم يلمع لم يبصرا فآتيا مكانهما يمشيان فجعلا يقولان : ليتنا قد أصبحنا فنأتي محمدا فنضع أيدينا في يده فأتياه فأسلما ووضعا أيديهما في يده وحسن إسلامهما فضرب الله شأن هدين المنافقين الخارجين مثلا للمنافقين الذين بالمدينة وكان المنافقين إذا حضروا مجلس رسول ا النبي A جعلوا أصابعهم في آذانهم فرقا من كلام رسول الله أن ينزل فيه شيء أو يذكروا في شيء فيقتلوا كما كان ذانك المنافقان الخارجان يجعلان أصابعهما في أذنهما - وإذا أضاء لهم مشوا فيه - فإذا كثرت أموالهم وولدهم وأصابوا غنيمة أو فتحا مشوا فيه وقالوا : إن دين محمد حينئذ صدق واستقاموا عليه كما كان ذانك المنافقان يمشيان إذا أضاء لهما البرق - وإذا اظلم عليهم قاموا - وكانوا إذا هلكت أموالهم وولدهم أصابهم البلاء قالوا هذا من أجل دين محمد وارتدوا كفارا كما قال ذانك المنافقان حين أظلم البرق عليهما .
قوله تعالى { إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا } الآية ( ك ) أخرج ابن جرير عن السدي بأسانيده : لما ضرب الله هذين المثلين للمنافقين قوله : { مثلهم كمثل الذي استوقد نارا } وقوله { أو كصيب من السماء } قال المنافقون : الله أعلى وأجل من أن يضرب هذه الأمثال فأنزل الله { إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا } إلى قوله تعالى { هم الخاسرون } وأخرج الواحدي من طريق عبد الغني بن سعيد الثقفي عن موسى بن عبد الرحمن عن ابن عباس قال : أن الله ذكر آلهة المشركين فقال { وإن يسلبهم الذباب شيئا } وذكر كيد الآلهة فجعله كبيت العنكبوت فقالوا أرأيت حيث ذكر الله الذباب والعنكبوت فيما أنزل من القرآن على محمد ؟ أي شيء كان يصنع في هذا ؟ فأنزل الله هذا الآية عبد الغني واه جدا وقال عبد الرزاق في تفسيره : أخبرنا معمر عن قتاده لما ذكر الله العنكبوت والذباب قال المشركين : ما بال العنكبوت والذباب يذكران فأنزل الله هذه الآية وأخرج ابن حاتم عن الحسن قال لما نزلت { يا أيها الناس ضرب مثل } قال المشركون ما هذا من الأمثال فيضرب أو ما يشبه هذه الأمثال فأنزل الله { إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا } الآية قلت : القول الأول أصح إسنادا وأنسب بما تقدم أول السورة وذكر المشركين لا يلائم كون الآية مدنية وما أوردناه عن قتادة و الحسن حكاه عنهما الواحدي بلا إسناد بلفظ قالت اليهود : وهو أنسب .
قوله تعالى { أتأمرون الناس بالبر } أخرج الواحدي و الثعلبي من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال : نزلت هذه الآية في يهود أهل المدينة كان الرجل منهم يقول لصهره ولذوي قرابته ولمن بينه وبينهم رضاع من المسلمين : أثبت على الدين الذي أنت عليه وما يأمرك به هذا الرجل فإن أمره حق وكانوا يأمرون الناس بذلك ولا يفعلونه .
قوله تعالى { إن الذين آمنوا والذين هادوا } ( ك ) أخرج ابن أبي حاتم و العدني في مسنده من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد قال : قال سلمان سألت رسول الله A عن أهل دين كنت معهم فذكرت من صلاتهم وعبادتهم فنزلت { إن الذين آمنوا والذين هادوا } الآية وأخرج الواحدي من طريق عبد الله بن كثير عن مجاهد قال : لما قصي سلمان على رسول الله قصة أصحابه قال هم في النار قال سلمان فأظلمت على الأرض فنزلت { إن الذين آمنوا والذين هادوا } إلى قوله { يحزنون } قال فكأنما كشف عني جبل وأخرج ابن جرير و ابن أبي حاتم عن السدي قال نزلت هذه الآية في أصحاب سلمان الفارسي .
قوله تعالى { وإذا لقوا } الآية أخرج ابن جرير عن مجاهد [ قال : قام النبي عليه السلام يوم قريظة تحت حصونهم فقال : يا إخوان القردة ويا إخوان الخنازير ويا عبدة الطاغوت فقالوا : من أخبر محمدا في بهذا وما خرج هذا إلى منكم أتحدثونهم بما فتح الله عليكم ليكون حجة عليكم ] فنزلت الآية وأخرج من الطريق عكرمة عن ابن عباس قال : كانوا إذا لقوا الذين آمنوا أن صاحبكم رسول الله ولكنه إليكم خاصة وإذا خلا بعضهم إلى بعض قالوا : أيحدث العرب بهذا ؟ فإنكم كنتم تستفتحون به عليهم فكان منهم فأنزل الله { وإذا لقوا } الآية وأخرج عن السدي قال : نزلت في ناس من اليهود آمنوا ثم نافقوا وكانوا يأتون المؤمنين من العرب بما تحدثوا به فقال بعضهم ليعض : أتحدثهم بما فتح الله عليكم من العذاب ليقولوا نحن أحب إلى الله منكم وأكرم على الله منكم .
قوله تعالى : { فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم } ( ك ) أخرج النسائي عن ابن العباس قال : نزلت هذه الآية في أهل الكتاب ( ك ) وأخرج ابن أبي حاتم من طريق عكرمة عن ابن عباس قال : نزلت في أحبار اليهود وجدوا صفة النبي A مكتوبة في التوراة : أكحل العين ربعة جعد الشعر حسن الوجه فمحوه حسدا وبغيا وقالوا نجده طويلا أزرق سبط الشعر .
قوله تعالى : { وقالوا لن تمسنا النار } الآية أخرج الطبراني في الكبير و ابن جرير و ابن أبي حاتم من طريق ابن اسحق عن مجمد بن أبي و أحمد عن عكرمة أو سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : قدم رسول الله المدينة ويهود تقول : إنما مدة الدنيا سبعة آلاف سنة وإنما يعذب الناس بكل ألف سنة من أيام الدنيا يوما واحدا في النار من أيام الآخرة فإنما هي سبعة أيام ثم ينقطع العذاب فأنزل الله في ذلك { وقالوا لن تمسنا النار } - إلى قوله - { فيها خالدون } .
وأخرج ابن جرير من طريق الضحاك عن ابن عباس أن اليهود قالوا : لن ندخل النار إلا تحلة بقسم الأيام التي عبدنا فيها العجل أربعين ليلة فإذا انقضت انقطع العذاب فنزلت الآية وأخرج عن عكرمة وغبره .
قوله تعالى : { وكانوا من قبل يستفتحون } الآية أخرج الحاكم في المستدرك و البيهقي في الدلائل بسند ضعيف عن ابن عباس قال : كانت يهود خيبر تقاتل غطفان فكلما التقوا هزمت يهود فعادت في هذا الدعاء : اللهم آنا نسألك بحق محمد النبي الأمي الذي وعدتنا أن تخرجه لنا في آخر الزمان إلا نصرتنا عليهم فكانوا إذا التقوا دعوا بهذا فيهزمون عطنان فلما بعث النبي عليه السلام كفروا به فأنزل الله : { وكانوا من قبل يستفتحون } بك يا محمد { على الكافرين } .
( ك ) وأخرج ابن آبى حاتم من طريق سعيد أو عكرمة عن ابن عباس أن يهود كانوا يستفتحون على الأوس والخزرج برسول الله A قبل مبعثه فلما بعثه الله من العرب كفروا به وجحدوا ما كانوا يقولون فيه فقال لهم معاذ بن جبل وبشر بن البراء وداود بن سلمة : يا معشر يهود اتقوا الله وأسلموا فقد كنتم تستفتحون علينا بمحمد ونحن أهل شرك وتخبرنا بأنه مبعوث وتصفونه بصفته فقال سلام بن مشكم أحد بني النضير : ما جاءنا بشيء نعرفه وما هو بالذي كنا نذكر لكم فأنزل الله { ولما جاءهم كتاب من عند الله } الآية .
قوله تعالى : { قل إن كانت لكم الدار الآخرة } الآية أخرج ابن جرير عن أبي العالية قال : قالت اليهود : لن يدخل الجنة إلى من كانوا هودا فأنزل الله { قل إن كانت لكم الدار الآخرة عند الله خالصة } الآية .
قوله تعالي : { قل من كان عدوا لجبريل } الآية ( ك ) روى البخاري عن أنس قال : سمع عبد الله بن سلام مقدم رسول الله A وهو في أرض يخترف فأتي النبي A فقال : إني سائلك عن ثلاث لا يعلمهن إلى نبي : ما أول أشراط الساعة وما طعام أهل الجنة وما ينزع الولد من أبيه أو إلى أمه ؟ قال : أخبرني بهن جبريل آنفا قال : جبريل قال : نعم قال : ذاك عدو اليهود من الملائكة فقرأ هذه الآية { قل من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك } قال شيخ الإسلام ابن حجر في فتح الباري : ظاهر السياق أن النبي A قرأ الآية ردا على اليهود ولا يستلزم ذلك نزولها حينئذ قال : وهذا هو المعتمد فقد صح في سبب نزول الآية قصة غير قصة عبد الله بن سلام فأخرج أحمد و الترمذي و النسائي من طريق بكر بن شهاب عن سعيد أبن جبير عن ابن عباس قال : أقبلت اليهود إلى رسول الله فقالوا : يا أبا القاسم آنا نسألك عن خمسة أشياء أنبأتنا بهن عرفنا أنك نبي فذكر الحديث وفيه أنهم سألوه عم حرم إسرائيل على نفسه وعن علامة النبي وعن الرعد وصوته وكيف تذكر المرأة وتؤنث وعمن يأتيه بخير السماء إلى آن قالوا : فأخبرنا من صاحبك ؟ قال : جبريل قالوا : جبريل ذاك ينزل بالحرب والقتال والعذاب عدونا لو قلت ميكائيل الذي ينزل بالرحمة والنبات والقطر لكان خيرا فنزلت .
وأخرج أسحق بن راهويه في مسند و أبن جرير من طريق شعبي أن عمر كان يأتي اليهود فيسمع من التوراة فيتعجب كيف تصدق ما في القرآن قال : فمر بهم النبي A فقلت : نشدتكم بالله أتعلمون أنه رسول الله فقال عالمهم : نعم نعلم أنه رسول الله قلت فلما لا تتبعونه قالوا : سألناه من يأتيه بنبوته فقال عدونا جبريل لأنه ينزل بالغلطة والشدة والحرب والهلاك قلت فمن رسلكم من الملائكة ؟ قالوا ميكائيل بنزل بالقطر والرحمة قلت وكيف منزلتهما من ربهما ؟ قالوا : أحدهما عن يمينه والآخر عن الجانب الآخر قلت : فأنه لا يحل لجبريل أن يعادي ميكائيل ولا يحل لميكائيل أن يسالم عدو جبريل و إنني أشهد أنهما وربهما سلم لمن سالموا وحرب لمن حاربوا ثم أتيت النبي A وأنا أريد أن أخبره فلما لقيته قال : [ ألا أخبرك بآيات أنزلت علي ؟ فقلت : بلى يا رسول الله فقرأ { من كان عدوا لجبريل } قلت يا رسول الله والله ما قمت من عند اليهود إلا إليك لأخبرك بما قالوا لي وقلت لهم فوجدت الله قد سبقني ] وإسناده صحيح إلى الشعبي وأخرجه ابن جرير من طريق السدي عن عمر ومن طريق قتاده .
عن عمر وهما أيضا منقطعان .
( ك ) وأخرج ابن ابي حاتم عن طريق آخر عن عبدالرحمن بن إبي ليلى أن يهوديا لقى عمر بن الخطاب فقال : إن جبريل الذي يذكر صاحبكم عدو لنا فقال عمر : من كان عدو الله وملائكته ورسله وجبريل وميكال فإن الله عدوه قال : نزلت على لسان عمر فهذه طرق يقوي بعضها بعضا وقد نقل أبن جرير الإجماع على أن سبب نزول الآية ذلك .
قوله تعالى { ولقد أنزلنا إليك } الآيتين أخرج ابن أبي حاتم من طريق سعيد أو عكرمة عن ابن عباس قال : ابن صوريا للنبي A : يا محمد ما جئتنا بشيء نعرفه وما أنزل الله عليك من آية بينة فأنزل الله في ذلك { لقد أنزلنا إليك آيات بينات } الآية وقال مالك بن الصيف حين بعث رسول الله وذكر ما أخذ عليهم من الميثاق وما عهد إليهم في محمد والله ما عهد إلينا في محمد ولا أخذ علينا ميثاقا فأنزل الله { أو كلما عاهدوا } الآية .
قوله تعالى { واتبعوا ما تتلو } الآية ( ك ) أخرج ابن جرير عن شهر بن حوشب قال : قالت اليهود انظروا إلى محمد يخلط الحق في الباطل يذكر سلمان مع الأنبياء أفما كان ساحرا يركب الريح فأنزل الله تعالى { أو كلما عاهدوا } الآية .
وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي العالية أن اليهود سألوا النبي A زمانا أمور من التوراة لا يسألونه عن شيء من ذلك إلا أنزل الله عليه ما سألوا عنه فيخصمهم فلما رأوا ذلك قالوا : هذا أعلم بما أنزل الينا منا وأنهم سالوه عن السحر وخاصموه به فأنزل اله { واتبعوا ما تتلوا الشياطين } .
قوله تعالى { يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا } ( ك ) أخرج ابن المنذر عن السدي قال : كان رجلان من اليهود : مالك بن الصيف ورفاعه بن زيد إذا لقيا النبي A قالا وهما يكلمانه : راعنا سمعك واسمع غير مسمع فظن المسلمون أن هذا شيء كان أهل الكتاب يعظمون به أنبياءهم فقالوا للنبي A فانزل الله تعالى { يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا واسمعوا } .
وأخرج ابن نعيم في الدلائل من طريق السدي الصغير عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال : راعنا بلسان اليهود السب القبيح فلما سمعوا أصحابه يقولونه أعلنوا بها له فكانوا يقولون ذلك ويضحكون فيما بينهم فنزلت فسمعها منهم سعد بن معاذ فقال لليهود : يا أعداء الله لئن سمعتها من رجل منكم بعد هذا المجلس لأضربن عنقه .
( ك ) وأخرج ابن جرير عن الضحاك قال كان الرجل يقول : ارعني سمعك فنزلت الآية ( ك ) وأخرج عن عطية قال : كان أناس من اليهود يقولون ارعنا سمعك حتى قالها أناس من المسلمين فكره الله لهم ذلك فنزلت ( ك ) وأخرج عن قتاده قال : كانوا يقولون راعنا سمعك فكان اليهود يأتون فيقولون مثل ذلك فنزلت .
وأخرج عن عطاء قال : كانت لغة الأنصار في الجاهلية فنزلت وأخرج عن أبي العالية قال إن العرب كانوا إذا حدث بعضهم يقول أحدهم لصاحبه : ارعني سمعك فنهوا عن ذلك .
قوله تعالى { ما ننسخ } الآية ( ك ) أخرج ابن أبى حاتم من طريق عكرمة عن ابن عباس قال : كان ربما ينزل على النبي A الوحي بالليل ونسيه في النهار فأنزل الله { ما ننسخ } الآية .
قوله تعالى { أم تريدون } الآية أخرج ابن أبي حاتم من طريق سعيد أو عكرمة عن ابن عباس قال : قال رافع بن حريمه ووهب بن زيد لرسول الله : يا محمد ائتنا بكتاب تنزله علينا من السماء نقرئه أو فجر لنا أنهار نتبعك ونصدقك فأنزل الله في ذلك : { أم تريدون أن تسألوا رسولكم } - إلى قوله - { سواء السبيل } .
وكان بن أخطب وأبو ياسر بن أخطب من أشد يهود حسدا للعرب إذ خصهما الله في النبي وكانا جاهدين في رد الناس عن الإسلام ما استطاعا : فأنزل الله فيهما { ود كثير من أهل الكتاب } الآية .
( ك ) وأخرج ابن جرير عن مجاهد قال : سالت قريش محمدا أن يجعل لهم الصفا ذهبا فقال : نعم وهو لكم كالمائدة لبني إسرائيل إن كفرتم فأبوا ورجعوا فأنزل الله { أم تريدون } الآية .
وأخرج عن السدي قال : سألت العرب محمدا A أن ياتيهم بالله فيروه جهرة فنزلت .
( ك ) وأخرج عن آبى العالية قال : قال رجل يا رسول الله لو كانت كفأرتنا ككفارات بني إسرائيل فقال النبي A ما أعطاكم الله خير كانت بنو إسرائيل إذا أصاب أحدهم الخطيئة وجدها مكتوبة على بابه وكفارتها فإن كفرها كانت له خزيا في الدنيا وإن لم يكفرها كانت له خزيا في الآخرة وقد أعطاكم اله خيرا من ذلك قال تعالى : { ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه } الآية والصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة كفارات لما بينهن 2فأنزل الله { أم تريدون أن تسألوا رسولكم } آية .
قوله تعالى { وقالت اليهود } الآية أخرج ابن أبي حاتم من طريق سعيد أو عكرمة عن ابن عباس قال : لما قدم أهل نجران من النصارى على الرسول الله A اتتهم أحبار يهود وتنازعوا فقال ابن خزيمة : ماأنتم على شيء وكفر بعيس والانجيل فقالرجل من اهل نجران لليهود : ماأنتم على شيء وجحد نبوة موسى وكفر في التوراة فأنزل الله في دلك { وقالت اليهود ليست النصارى على شيء } الآية .
قوله تعالى { ومن أظلم } الآية أخرج ابن أبي حاتم من طريق المنكور أن قريشا منعوا النبي A الصلاة عند الكعبة في المسجد الحرام فانزل الله { ومن أظلم ممن منع مساجد الله } الآية .
وأخرج ابن جرير عن ابن زيد قال نزلت في المشركين حين صدوا رسول الله عن مكة يوم الحديبية .
قوله تعالى { ولله المشرق والمغرب } أخرج مسلم و الترمذي و النسائي عن ابن عمر قال كان النبي A يصلي على راحلته تطوعا أينما توجهت به وهو جاء من مكة إلى المدينة ثم قرأ ابن عمر { لله المشرق والمغرب } وقال في هذه نزلت هذه الآية .
وأخرج الحاكم عنه قال : { فأينما تولوا فثم وجه الله } أن تصلي حيثما توجهت بك راحتك في التطوع وقد اعتمد وقال صحيح على شرط مسلم هذا أصح ما ورد في الآية إسنادا وقد اعتمده جماعة لكنه ليس فيه تصريح بذكر السبب بل قال : أنزلت في كذا وقد تقدم ما فيه وقد ورد التصريح بسبب نزولها .
فأخرج ابن جرير و أبن أبى حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس أن رسول الله A لما هاجر إلى المدينة أمره الله أن يستقبل بيت المقدس ففرحت اليهود فاستقبلها بضعة عشر شهرا وكان بحي قبلة إبراهيم وكان يدعو الله وينظر في السماء فأنزل الله { فولوا وجوهكم شطره } فارتاب في ذلك اليهود قالوا ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها فأنزل الله : { قل لله المشرق والمغرب } وقال { فأينما تولوا فثم وجه الله } إسناده قوي والمعنى ايضا يساعده فليعتمد .
وفي الآية روايات أخر ضعيفة فأخرج الترمذي و ابن ماجه و الدارقطني من طريق اشعث السمان عن عاصم بن عبد الله بن عامر ابن ربيعة عن أبيه قال : كنا مع الرسول في سفر في ليلة مظلمة فلم ندر أين القبلة فصلى كل من على حياله فلما أصبحنا ذكرنا لرسول الله A فنزلت { فأينما تولوا فثم وجه الله } قال الترمذي : غريب و أشعث يضعف في الحديث وأخرج الدار قطني و ابن مرديه من طريق العرزمي عن عطاء عن جابر قال : بعث رسول الله A سرية كنت فيها فأصابتنا ظلمة ولم نعرف القبلة فقالت طائفة منا قد عرفنا القبلة هي هاهنا قبل الشمال فصلوا وخطوا خطوطا وقال بعضنا : القبلة هي هاهنا قبل الجنوب فصلوا وخطوطا فلما أصبحوا وطلعت الشمس أصبحت تلك الخطوط لغير القبلة فلما قفلنا من سفرنا سألنا النبي A فسكت وأنزل الله { لله المشرق والمغرب } الآية .
وأخرج ابن مردويه من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس : أن رسول الله A بعث في سرية فآخذتهم ضبابة فلم يهتدوا إلى القبلة فصلوا ثم استبان لهم الشمس بعد ما طلعت أنهم صلوا لغير القبلة فلما جاءوا إلى رسول الله حدثوه فأنزل الله هذه الآية { ولله المشرق والمغرب } الآية .
وأخرج ابن جرير عن قتادة [ أن النبي A قال إن أخا لكم مات يعني النجاشي فصلوا عليه قالوا : نصلي على رجل غير مسلم ] فنزلت { وإن من أهل الكتاب لمن يؤمن بالله } الآية قالوا : فانه كان لا يصلي إلى القبلة فأنزل الله { ولله المشرق والمغرب } الآية غريب خدا وهو مرسل أو معضل .
( ك ) وأخرج ابن جرير أيضا عن مجاهد قال : لما نزلت { ادعوني أستجب لكم } قالوا إلى أين فنزلت { فأينما تولوا فثم وجه الله } .
قوله تعالى { وقال الذين لا يعلمون } الآية أخرج ابن جرير و ابن آبي حاتم من طريق سعيد أو عكرمة عن ابن عباس قال : قال رافع بن خزيمه لرسول الله : إن كنت رسولا من الله كما تقول فقل لله فيكلمنا حتى نسمع كلامه فأنزل الله في ذلك { وقال الذين لا يعلمون } الآية .
قوله تعالى { إنا أرسلناك } الآية قال عبد الرزاق أنبأنا الثوري عن موسىبن عبيده عن محمد بن كعب [ قال : قال رسول الله A : ليت شعري ما فعل أبواي ] فنزلت { إنا أرسلناك بالحق بشيرا ونذيرا ولا تسأل عن أصحاب الجحيم } فما ذكرهما حتى توفاه الله مرسل واخرج ابن جرير من طريق ابن جريح قال : أخبرني داود بن عاصم ان النبي A قال ذات يوم : اين أبواي فنزلت مرسل أيضا .
قوله تعالى { ولن ترضى } أخرج الثعلبي عن ابن عباس قال : أن يهود المدينة المدينة ونصارى نجران كانو يرجون أن يوافقهم على دينهم فانزل الله { ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى } الاية .
قوله تعالى { واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى } روى البحاري وغيره عن عمر قال : وافقت ربي في ثلاث قلت : يا رسول الله لو أخذت من مقام إبراهيم مصلى فنزلت { واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى } وقلت : يا رسول الله إن نساءك يدخل عليهن البر والفاجر فلو أمرتهن أن يحتجبن فنزلت آية الحجاب واجتمع على رسول الله A نساؤه في الغيرة فقلت لهن عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن فنزلت كذلك له طرق كثيرة منها ما أخرجه ابن أبي حاتم و ابن مردوية عن جابر قال : لما طاف النبي A قال له عمر : هذا مقام أبينا إبراهيم ؟ قال : نعم قال : أفلا نتخذه مصلى ؟ فأنزل الله : { واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى } .
وأخرج ابن مردويه من طريق عمرو بن ميمون عن عمر بن الخطاب أنه مر من مقام إبراهيم فقال : يا رسول الله أليس نقوم مقام خليل ربنا ؟ قال : بلى قال : أفلا نتخذه مصلى فلم نلبث إلا يسيرا حتى نزلت : { واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى } وظاهر هذا وما أن الآية نزلت في حجة الوداع .
قوله تعالى : { ومن يرغب عن ملة إبراهيم } الآية قال ابن عيينة : روي أن عبد الله بن سلام دعا ابني أخيه سلمة ومهاجرا إلى الإسلام فقال لهما : قد علمتما أن الله تعالى قال في التوراة : إ ني باعث من ولد إسماعيل نبيا اسمه أحمد فمن آمن به فقد اهتدى ورشد ومن لم يؤمن به فهو ملعون فأسلم سلمة وأبي مهاجر فنزلت فيه الآية .
قوله تعالى : { وقالوا كونوا هودا } الآية أخرج ابن ابي حاتم من طريق سعيد أو عكرمة عن ابن عباس قال : قال ابن صوريا للنبي A ما الهدي إلا ما نحن عليه فاتبعنا يا محمد تهتد وقالت النصارى مثل ذلك فأنزل الله فيهم : { وقالوا كونوا هودا أو نصارى تهتدوا } .
قوله تعالى { سيقول السفهاء من الناس } الآيات قال ابن إسحاق : حدثني إسماعيل بن ابي خالد عن أبي إسحاق عن البراء قال : كان رسول الله A يصلي نحو بيت المقدس ويكثر النظر إلى السماء ينظر أمر الله فأنزل الله : { قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام } فقال رجال من المسلمين : وددنا لو علمنا علم من مات منا قبل أن نصرف إلى القبلة وكيف بصلاتنا قبل بيت المقدس فأنزل الله { وما كان الله ليضيع إيمانكم } وقال السفهاء من الناس : ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها ؟ فأنزل الله { سيقول السفهاء من الناس } إلى آخر ألآية له طرق نحوه وفي الصحيحين عن البراء : مات على القبلة قبل أن تحول الرجال وقتلوا وما ندر ما نقول لهم ؟ فأنزل الله : { وما كان الله ليضيع إيمانكم } [ وأخرج ابن جرير من طريق السدي بأسانيده قال : لما صرف النبي A نحو الكعبة بعد صلاته إلى بيت المقدس قال المشركون من أهل مكة : تحير على محمد دينه فتوجه بقبلته إليكم وعلم أنكم أهدى منه سبيلا ويوشك أن يدخل دينكم فأنزل الله { لئلا يكون للناس عليكم حجة } الآية ] .
قوله تعالى : { ولا تقولوا لمن يقتل } الآية أخرج ابن منده في الصحابة من طريق السدي الصغير عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال : قتل تميم بن الحمام ببدر وفيه وفي غيره نزلت { ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات } الآية قال أبو نعيم : اتفقوا على أنه عمير بن الحمام وأن السدي صحفه .
قوله تعالى : { إن الصفا والمروة } الآية أخرج الشيخان وغيرهما عن عروة عن عائشة قال : قلت أرأيت قول الله { إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما } فما أرى على أحد شيئا أن لا يطوف بهما فقالت عائشة : بئس ما قلت يا ابن أختي إنها لو كانت على ما أولتها عليها كانت فلا جناح عليه أن ليطوف بهما ولكنها إنما أنزلت لأن الأنصار قبل أن يسلموا كانوا يهلون لمناة الطاغية وكان من أهل لها يتحرج أن يطوف بالصفا والمروة فسألوا عن ذلك رسول الله فقالوا : يا رسول الله إنا كنا نتحرج أن نطوف بالصفا والمروة في الجاهلية فأنزل الله : { إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما } .
وأخرج البخاري عن عاصم بن سليمان قال : سألت أسا عن الصفا والمروة ؟ قال : كنا نرى أنهما من أمر الجاهلية فلما جاء الإسلام أمسكنا عنهما فأنزل الله { إن الصفا والمروة من شعائر الله } .
وأخرج الحاكم عن ابن عباس قال : كانت الشياطين في الجاهلية تطوف الليل أجمع بين الصفا والمروة وكان بينهما أصنام لهم فلما جاء الإسلام قال المسلمون : يا رسول الله لا نطوف بين الصفا والمروة فإنه شيء كنا نصنعه في الجاهلية فأنزل الله هذه الآية .
قوله تعالى : { إن الذين يكتمون } الآية ( ك ) أخرج ابن جرير و ابن أبى حاتم من طريق سعيد وعكرمه عن ابن عباس قال : سالت معاذ ابن جبل وسعد بن معاذ وخارجه بن زيد نفرا من أحبار يهود عن بعض ما في التوراة فكتموهم إياه ابوا أن يخبرهم فانزل الله فيهم { إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى } الآية .
قوله تعالى : { إن في خلق السموات } ا الآية أخرج سعيد بن منصور في سننه والقرياني في تفسير و البيهقي في شعب الأيمان عن أبي الضحى قال : لما نزلت { وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم } تعجب المشركون وقالوا إلها واحدا لئن كان صادقا فليأتنا بآية فأنزل الله { إن في خلق السموات والأرض } - إلى قوله { لقوم يعقلون } قلت هذا معضل لكن له شاهد .
أخرج ابن أبي حاتم و أبو الشيخ في كتاب العظمة عن عطاء قال : نزل على النبي A بالمدينة { وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم } فقال كفار قريش بمكة : كيف يسع الناس إله واحد فأنزل الله { إن في خلق السموات والأرض } - إلى قوله - { قوم يعقلون } وأخرج ابن أبي حاتم و ابن مردويه من طريق جيد موصول عن ابن عباس [ قال : قالت قريش للنبي A : ادع الله أن يجعل الصفا ذهبا نتقوى به على عدونا فأوحى الله إليه أني معطيهم ولكن إن كفروا بعد ذلك عذبتهم عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين فقال : رب دعني وقومي فادعهم يوما في يوم ] فأنزل الله هذه الآية { إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار } وكيف يسألونك عن الصفا وهم يرون من الايات ما هو أعظم .
قوله تعالى { وإذا قيل لهم اتبعوا } ( ك ) أخرج ابن إبي حاتم من طريق سعيد أو عكرمه عن ابن عباس قال : دعا رسوا الله A اليهود إلى الإسلام ورغبهم فيه وحذرهم عذاب الله ونقمته فقال : رافع بن حريملة ومالك ابن عوف : بل نتبع يا محمد ما وجدنا عليه آباءنا فهم كانوا أعلم وخيرا منا فأنزل الله في ذلك { وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله } الآية .
قوله تعالى { إن الذين يكتمون } الآية أخرج ابن جرير عن عكرمة في قوله : { إن الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب } والتي في آل عمران : { إن الذين يشترون بعهد الله } نزلتا جميع في اليهود وأخرج الثعلبي من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن العباس قال : نزلت هذه الآية في رؤساء اليهود وعلمائهم كانوا يصيبون من سلفتهم الهدايا والفضل وكانوا يرجون أن يكون النبي المبعوث منهم فلما بعث محمد A من غيرهم خافوا ذهاب مأكلتهم وزوال رياستهم فعمدوا إلى صفة محمد A فغيروها ثم أخرجوها إليهم فانزل الله { إن الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب } الآية .
قواه تعالى { ليس البر } الآية ( ك ) قال عبد الرزاق : أنبانا معمر عن قتاده قال : كانت اليهود تصلي قبل المغرب والنصارى قبل المشرق فنزلت : { ليس البر أن تولوا وجوهكم } الآية وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي العالية مثله وأخرج ابن جرير و أبن المنذر عن قتاده قال : ذكر لنا أن رجلا سال النبي A عن البر فأنزل الله هذه الآية { ليس البر أن تولوا } فدعا الرجل فتلاها عليه وكان قبل الفرائض إذا شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله ثم مات على ذلك يرجى له ويطمع له في خير فأنزل الله { ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب } وكانت اليهود توجهت قبل المغرب والنصارى قبل المشرق .
قوله تعالى { يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص } الآية أخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير قال : إن حيين من العرب اقتتلوا في الجاهلية قبل الإسلام وكان بينهم قتل وجراحات حتى قتلوا العبيد والنساء فلم يأخذ بعضهم عن بعض حتى أسلموا فكان أحد الحيين يتطاول على الآخر في العدد والأموال فحلفوا أن لا يرضوا حتى يقتل العبد منا في الحر منهم وبالمرأة منا الرجل منهم فنزل فيهم : الحر في الحر والعبد بالعبد والأنثى في الأنثى .
قوله تعالى : { وعلى الذين يطيقونه } الآية أخرج ابن سعد في طبقاته عن مجاهد قال : هذه الآية نزلت في مولاي قيس بن السائب { وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين } فأفطر وأطعم لكل يوما مسكينا .
قوله تعالى : { وإذا سألك عبادي عني } الآية أخرج ابن جرير و ابن أبي حاتم و ابن مردويه و أبو الشيخ وغيرهم من طرق عن جرير بن عبد الحميد عن عبدة السجستاني عن الصلت بن حكيم بن معاوية بن حيدة عن أبيه عن جده قال : جاء أعرابي إلى النبي A فقال : ألقريب ربنا فنناجيه أم بعيد فنناديه ؟ فسكت عنه فأنزل الله : { وإذا سألك عبادي عني فإني قريب } الآية .
وأخرج عبد الرزاق عن الحسن قال : سأل أصحاب رسول الله A أين ربنا ؟ فأنزل الله : { وإذا سألك عبادي عني فإني قريب } الآية مرسل وله طرق أخرى .
وأخرج ابن عساكر عن علي قال : [ قال رسول الله A : لا تعجزوا عن الدعاء فإن الله أنزل علي { ادعوني أستجب لكم } فقال رجل : يا رسول الله ربنا يسمع الدعاء أم كيف ؟ فأنزل الله { وإذا سألك عبادي عني } الآية ] .
وأخرج ابن جرير عن عطاء بن أبي رباح أنه بلغه لما نزلت { وقال ربكم ادعوني أستجب لكم } قالوا : لا نعلم أي ساعة ندعو فنزلت { وإذا سألك عبادي عني } إلى قوله { يرشدون } .
قوله تعالى { أحل لكم ليلة الصيام } الآية روى أحمد و أبو داود و الحاكم من طريق عبد الرحمن بن أبي ليلى عن معاذ بن جبل قال : [ كانوا يأكلون ويشربون ويأتون النساء ما لم يناموا فإذا ناموا امتنعوا ثم أن رجلا من الأنصار يقال له قيس بن صرمة صلى العشاء ثم نام فلم يأكل ولم يشرب حتى أصبح فأصبح مجهودا وكن عمر قد أصاب من النساء بعدما نام فأتى النبي A فذكر ذلك له فأنزل الله { أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم هن لباس لكم وأنتم لباس لهن علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم فتاب عليكم وعفا عنكم فالآن باشروهن وابتغوا ما كتب الله لكم وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلى الليل } ] هذا الحديث مشهور عن أبى ليلة لكنه لم يسمع عن معاذ وله شواهد فأخرج البخاري عن البراء قال : كان أصحاب رسول الله A إذا كان الرجل صائما حين الإفطار فنام قبل أن يفطر لم يأكل ليلته ولا يومه حتى يمسي وإن قيس بن صرمة الأنصاري كان صائما فلما حضر الإفطار أتى امرأته فقال هل عندك طعام ؟ فقالت لا ولكني انطلق فأطلب لك وكان يومه يعمل فغلبته عينه وجاءت امرأته فلما قالت : خيبته لك فلما انتصف النهار غشي عليه فذكر ذلك للنبي A فنزلت هذه الآية { أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم } ففرحوا بها فرحا شديدا ونزلت { وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر } .
وأخرج البخاري عن البراء قال : لما نزل صوم شهر رمضان كانوا لا يقربون النساء رمضان كله ن فكان الرجال يخونون أنفسهم فأنزل الله { علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم فتاب عليكم وعفا عنكم } الآية .
وأخرج أحمد و ابن جرير و ابن أبي حاتم من طريق عبد الله بن كعب بن مالك عن أبيه قال ك كان الناس في رمضان إذا صام الرجل فأمسى فنام حرم عليه الطعام والشراب والنساء حتى يفطر من الغد فرجع عمر من عند النبي A وقد سمر عنده فأراد امرأته ن فقالت : إني قد نمت ن فقال : ما نمت ووقع عليها وصنع وصنع كعب مثل ذلك فغدا عمر إلى النبي A فأخبره فنزلت الآية .
قوله تعالى : { من الفجر } روى البخاري عن سهل بن سعيد قال : لما نزلت { كلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود } ولم ينزل من الفجر فكان رجال إذا أرادوا الصوم ربط أحدهم في رجليه الخيط الأبيض والخيط الأسود فلا يأكل ويشرب حتى يتبين له رؤيتهما ن فأنزل الله بعد - من الفجر - فعلموا إنما يعني الليل والنهار .
قوله تعالى : { ولا تباشروهن } الآية أخرج ابن جرير عن قتادة قال : كان الرجل إذا اعتكف في المسجد جامع إن شاء فنزلت { ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد } .
قوله تعالي { ولا تأكلوا } الآية أخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير قال : إن امرؤ القيس بن عابس وعبدان بن أوشوع الحضرمي اختصما في أرض وأراد امرأ قيس أن يحلف ففيه نزلت { ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل }