وذكر الآلوسي أنها تسمى : الأمان والكنز والمجادلة وسورة الاستغفار . ولم أره لغيره ولعله اقتبس ذلك من أوصاف وصفت بها هذه السورة مما ساقه القرطبي في المسألة الثالثة والرابعة من تفسير أول السورة .
وهذه السورة نزلت بالمدين بالاتفاق بعد سورة البقرة فقيل أنها ثانية لسورة البقرة على أن البقرة أول سورة نزلت بالمدينة وقيل : نزلت بالمدينة سورة المطففين أولا ثم البقرة ثم نزلت سورة آل عمران ثم نزلت الأنفال في وقعة بدر وهذا يقتضي : أن سورة آل عمران نزلت قبل وقعة بدر للاتفاق على أن الأنفال نزلت في وقعة بدر ويبعد ذلك أن سورة آل عمران اشتملت على التذكير بنصر المسلمين يوم بدر وأن فيها ذكر يوم أحد ويجوز أن يكون بعضها نزل متأخرا . وذكر الواحدي في أسباب النزول عن المفسرين : أن أول هذه السورة إلى قوله ( ونحن له مسلمون ) نزل بسبب وفد نجران وهو وفد السيد والعاقب أي سنة اثنين من الهجرة ومن العلماء من قالوا : نزلت سورة آل عمران بعد سورة الأنفال وكان نزولها في وقعة أحد أي شوال سنة ثلاث وهذا أقرب فقد أتفق المفسرون على أن قوله تعالى ( وإذ غدوت من أهلك تبوئ المؤمنين مقاعد للقتال ) أنه قتال يوم أحد . وكذلك قوله ( وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفأن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ) فإنه مشير إلى الإرجاف يوم أحد بقتل النبي صلى الله عليه وسلم .
ويجوز أن يكون أولها نزل بعد البقرة إلى نهاية ما يشير إلى حديث وفد نجران وذلك مقدار ثمانين آية من أولها إلى قوله ( وإذ غدوت من أهلك ) قاله القرطبي في أول السورة وفي تفسير قوله ( ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب ) الآية . وقد تقدم القول في صدر سورة الفاتحة : إننا بينا إمكان تقارن نزول السور عدة في مدة واحدة فليس معنى قولهم : نزلت سورة كذا بعد سورة كذا مرادا منه أن المعدودة نازلة بعد أخرى أنها ابتدئ نزولها بعد نزول الأخرى بل المراد أنها ابتدئ نزولها بعد ابتداء نزول التي سبقتها .
وقد عدت هذه السورة الثامنة والأربعين في عداد سور القرآن .
وعدد آيها مائتان في عد الجمهور وعددها عند أهل العدد بالشام مائة وتسع وتسعون .
A E