والرقيا بالقصر ويقال بهاء تأنيث : هي كلام خاص معتقد نفعه يقول قائل عند المريض واضعا يده في وقت القراءة على موضع الوجع من المريض أو على رأس المريض أو يكتبه الكاتب في خرقة أو ورقة وتعلق على المريض وكانت من خصائص التطبب يزعمون أنها تشفي من صرع الجنون ومن ضر السموم ومن الحمى .
ويختص بمعرفتها ناس يزعمون أنهم يتلقونها من عارفين فلذلك سموا الراقي ونحوه عرافا قال رؤبة بن العجاج : .
بذلت لعرافة اليمامة حكمه ... وعرافي نجد إن هما شفياني .
فما تركا من عوذة يعرفانها ... ولا رقية بها رقياني وقال النابغ يذكر حال من لدغته أفعى : .
تناذرها الراقون من سوء سمعها ... تطلقه طورا وطورا تراجع وكان الراقي ينفث على المرقي ويتفل وشار إليه في المقامة التاسعة والثلاثين بقوله " ثم إنه طمس المكتوب على غفلة وتفل عليه مائة تفلة " .
وأصل الرقية : ما ورثه العرب من طلب البركة بأهل الصلاح والدعاء إلى الله فأصلها وارد من الأديان السماوية ثم طرأ عليها سوء الوضع عند أهل الضلالة فألحقوها بالسحر أو بالطب ولذلك يخلطونها من أقوال ربما كانت غير مفهومة ومن أشياء كأحجار أو أجزاء من عظم الحيوان أو شعره فاختلط أمرها بالأمم الجاهلة وقد جاء في الإسلام الاستشفاء بالقرآن والدعوات المأثورة المتقلبة من أربابها وذلك من قبيل الدعاء .
والضمير المستتر في ( ظن ) عائد إلى الإنسان في قوله ( بل يريد الإنسان ) أي الإنسان الفاجر .
والظن : العلم المقارب لليقين وضمير ( أنه ) ضمير شأن أي وأيقن أنه أي الأمر العظيم الفراق أي فراق الحياة .
وقوله ( والتفت الساق بالساق ) إن حمل على ظاهره فالمعنى التفاف ساقي المحتضر بعد موته إذ تلف الأكفان على ساقيه ويقرن بينهما في ثوب الكفن فكل ساق منها ملتفة صحبة الساق الأخرى فالتعريف عوض عن المضاف إليه وهذا نهاية وصف الحالة التي تهيأ بها لمصيره إلى القبر الذي هو أول مراحل الآخرة .
ويجوز أن يكون ذلك تمثيلا فإن العرب يستعملون الساق مثلا في الشدة وجد الأمر تمثيلا بساق الساعي أو الناهض لعمل عظيم يقولون : قامت الحرب على ساق .
وأنشد ابن عباس في قول الراجز : A E .
صبرا عناق إنه لشرباق ... قد سن لي قومك ضرب الأعناق وقامت الحرب بنا على ساق وتقدم في قوله تعالى ( يوم يكشف ساق ) في سورة القلم .
فمعنى ( والتفت الساق بالساق ) طرأت مصيبة على مصيبة .
والخطاب في قوله ( إلى ربك ) التفات عن طريق خطاب الجماعة في قوله ( بل تحبون العاجلة ) لأنه لما كان خطابا لغير معين حسن التفنن فيه .
والتعريف في ( المساق ) تعريف الجنس الذي يعم الناس كلهم بما فيهم الإنسان الكافر المردود عليه . ولك أن تعبر عن اللام بأنها عوض عن المضاف إليه أي مساق الإنسان الذي يسأل : أيان يوم القيامة .
والمساق : مصدر ميمي ل ( ساق ) وهو تسيير ماش أمام مسيره إلى حيث يريد مسيره وضده القود وهو هنا مجاز مستعمل في معنى الإحضار والإيصال إلى حيث يلقى جزاء ربه .
وسلك في الجمل التي بعد ( إذا ) مسلك الإطناب لتهويل حالة الاحتضار على الكافر وفي ذلك إيماء إلى أن الكافر يتراءى له مصيره في حالة احتضاره وقد دل عليه حديث عبادة بن الصامت في الصحيح عن النبي A قال " من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه قالت عائشة أو بعض أزواجه : إنا نكره الموت . قال : ليس ذاك ولكن المؤمن إذا حضره الموت بشر برضوان الله وكرامته فليس شيء أحب إليه مما أمامه فأحب لقاء الله وأحب الله لقاءه وإن الكافر إذا حضر بشر بعذاب الله وعقوبته فليس شيء أكره إليه مما أمامه فكره لقاء الله وكره الله لقاءه " .
( فلا صدق ولا صلى [ 31 ] ولكن كذب وتولى [ 32 ] ثم ذهب إلى أهله يتمطى [ 33 ] أولى لك فأولى [ 34 ] ثم أولى لك فأولى [ 35 ] ) تفريع على قوله ( يسأل أيان يوم القيامة ) .
فالضمير عائد إلى الإنسان في قوله ( أيحسب الإنسان أن لن نجمع عظامه ) أي لجهله البعث لم يستعد له