روى الترمذي بسند حسن عن معقل بن يسار عن النبي A قال : " من قال حين يصبح ثلاث مرات : أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم ثم قرأ الثلاث آيات من آخر سورة الحشر ( هو الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب ) إلى آخر السورة وكل الله به سبعين ألف ملك يصلون عليه حتى يمسي وإن مات ذلك اليوم مات شهيدا . ومن قالها حين يمسي كان بتلك المنزلة " . فهذه فضيلة لهذه الآيات أخروية .
وروى الخطيب البغدادي في تاريخه بسنده إلى إدريس بن عبد الكريم الحداد قال : قرات على خلف " راوي حمزة " فلما بلغت هذه الآية ( لو أنزلنا هذا القرآن على جبل ) إلى آخر السورة قال : ضع يدك على رأسك فإني قرأت على الاعمش . فلما بلغت هذه الآية قال : ضع يدك على رأسك فإني قرأت على يحيى بن وثاب فلما بلغت هذه الآية قال : ضع يدك على رأسك فإني قرأت على علقمة والأسود فلما بلغت هذه الآية قال : ضع يدك على رأسك فإنا قرانا على عبد الله فلما بلغنا هذه الآية قال : ضعا أيديكما على رؤوسكما فإني قرأت على النبي A فلما بلغت هذه الآية قال لي : ضع يدك على رأسك فإن جبريل لما نزل بها إلي قال : ضع يدك على رأسك فإنها شفاء من كل داء إلا السام . والسام الموت . قلت : هذا حديث أغر مسلسل إلى جبريل عليه السلام .
وأخرج الديلمي عن علي وابن مسعود عن النبي A أنه قال في قوله تعالى ( لو أنزلنا هذا القرآن ) إلى آخر السورة : هي رقية الصداع فهذه مزية لهذه الآيات .
بسم الله الرحمن الرحيم .
سورة الممتحنة .
عرفت هذه السورة في كتب التفسير وكتب السنة وفي المصاحف ب ( سورة الممتحنة ) . قال القرطبي : والمشهور على الألسنة النطق في كلمة ( الممتحنة ) بكسر الحاء وهو الذي جزم به السهيلي .
ووجه التسمية أنها جاءت فيها آية امتحان إيمان النساء اللاتي يأتين من مكة مهاجرات إلى المدينة وهي آية ( يأيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن ) إلى قوله ( بعصم الكوافر ) . فوصف الناس تلك الآية بالممتحنة لأنها شرعت الامتحان . وأضيفت السورة إلى تلك الآية .
وقال السهيلي : أسند الامتحان إلى السورة مجازا كما قيل لسورة براءة الفاضحة . يعني أن ذلك الوصف مجاز عقلي .
وروي بفتح الحاء على اسم المفعول قال ابن حجر : وهو المشهور أي المرأة الممتحنة على أن التعريف تعريف العهد والمعهود أول امرأة امتحنت في إيمانها وهي أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط امرأة عبد الرحمان بن عوف . كما سميت سورة قد سمع الله ( سورة المجادلة ) بكسر الدال .
ولك أن تجعل التعريف تعريف الجنس أي النساء الممتحنة .
قال في الإتقان : وتسمى ( سورة الامتحان ) ( وسورة المودة ) وعزا ذلك إلى كتاب جمال القراء لعلي السخاوي ولم يذكر سنده .
وهذه السورة مدنية بالاتفاق .
واتفق أهل العدد على عد آيها ثلاث عشرة آية . وآياتها طوال .
واتفقوا على أن الآية الأولى نزلت في شأن كتاب حاطب بن أبي بلتعة إلى المشركين من أهل مكة .
روى البخاري من طريق سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار يبلغ به إلى علي بن أبي طالب Bه قصة كتاب حاطب بن أبي بلتعة إلى أهل مكة ثم قال : قال عمرو بن دينار : نزلت فيه ( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء ) قال سفيان : هذا في حديث الناس لا أدري في الحديث أو قول عمرو . حفظته من عمرو وما تركت منه حرفا اه .
وفي صحيح مسلم وليس في حديث أبي بكر وزهير " من الخمسة الذين روى عنهم مسلم يروون عن سفيان بن عيينة " ذكر الآية . وجعلها إسحاق " أي بن إبراهيم أحد من روى عنهم مسلم هذا الحديث " في روايته من تلاوة سفيان اه . ولم يتعرض مسلم لرواية عمرو الناقد وابن أبي عمر عن سفيان فلعلهما لم يذكرا شيئا في ذلك .
A E