- خطبة النكاح .
وبه ( عن القاسم عن أبيه عن عبد الله قال : علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم خطبة الحاجة ) ولما كانت الحاجة عامة قال : ( يعني النكاح ) وهو تفسير من أحد الرواة ( أن ) بفتح الهمزة وكسرها ( الحمد لله ) أي ثابت مستمرة ( نحمده ) في جميع أحوالنا ( ونشكره ) على حمده وسائر أفعالنا ( ونستعينه ) على جميع أمورنا ( ونستغفره ) من تقصيرنا ( ونستهديه ) في طاعتنا ومهماتنا ( ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ) أي من أخلاقنا الذميمة ( من يهدي الله فلا مضل له ) من شيطان ونفس ( ومن يضلله فلا هادي له ) من نبي وولي ( ونشهد أن لا إله إلا الله وحده ) لا شريك له ( ونشهد أن محمدا عبده ورسوله ) أي وحبيبه وخليله ( { يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقا ته } ) ( 1 ) وهو أن يطاع فلا يعصى ويذكر فلا ينسى وقيل : إنه منسوخ بقوله تعالى : { فاتقوا الله ما استطعتم } ( 2 ) ( { ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون } ) ( 1 ) أي منقادون لله مطيعون وقيل متزوجون ( { واتقوا الله الذي تساءلون به } ) ( 3 ) أي يتساءلون به والمعنى بعضكم بعضا في حال التعاطف والتراحم بالله سبحانه بتشديد السين وتخفيفها ( { والأرحام } ) ( 3 ) بالنصب واعطف على الجلال أي واتقوا الأرحام أن تقطعوها إذ أوجب عليكم أن تصلوها . وقرأ حمزة بالخفض على أنه عطف على الضمير المجرور في به وهو فصيح على الصحيح ( { إن الله كان عليكم رقيبا } ( ( 3 ) أي مراقبا على أفعالكم ومحافظا لأحوالكم ومجازيا بأعمالكم ( { يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله } ) ( 4 ) في جميع أحوالكم ( { وقولوا قولا سديدا } ) ( 4 ) أي صوابا مستقيما ( { يصلح لكم أعمالكم } ) فيه إيماء إلى أن سداد الأقوال سبب لصلاح الأعمال ( { ويغفر لكم ذنوبكم } ) ما صدر عنكم في بعض الأحوال ( { ومن يطع الله ورسوله } ) ( 4 ) في قوله وفعله ( { فقد فاز فوزا عظيما } ) أي أفلح وظفر على مقصوده ظفرا جسيما .
والحديث رواه الأربعة والحاكم وأبو عوانة كلهم عن ابن مسعود قال الترمذي : حسن ورواه أحمد والدارمي أيضا بألفاظ مختلفة بينتها في شرح الحصن الحصين .
وبه ( عن القاسم عن أبيه عن عبد الله قال : علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم خطبة الصلاة ) وهي الثناء على الله سبحانه ( في القعدة ) يعني يريد بها ابن مسعود ( التشهد ) أي المروي المشهور عنه وقد سبق الكلام عليه رواية ودراية .
_________ .
( 1 ) آل عمران 102 .
( 2 ) التغابن 16 .
( 3 ) النساء 10 .
( 4 ) الأحزاب 70 - 71