- حديث السخي .
وبه ( عن علقمة عن ابن بريدة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلّم ) أي مرفوعا ( قال ) أي بريدة ( أتى رجل ) أي جاءه صلى الله عليه وسلّم ( فاستحمله ) أي طلب منه ما يحمله من دابة ( فقال : " ما عندي ما أحملك عليه ) ما الأولى نافية والثانية موصولة أو موصوفة ( ولكن سأدلك على من يحملك ) أي لأنه ذو جود وهو في الكرم مشهور ( انطلق إلى مقبرة بني فلان ) بفتح الباء وتضم أي محل قبورهم وفناء دورهم ( فإن فيها شابا من الأنصار يترامى ) أي يتغالب في باب الرمي ( مع أصحاب له ) أي من الرماة ( ومعه بعير له ) أي عنده أو في تصرفه ( فاستحمله ) بصيغة الأمر على سبيل الاستدعاء ( فإنه سيحملك ) أي لما فيه من شيم الكرم ( فانطلق الرجل ) أي فذهب إلى المقبرة المعروفة ( فإذا ) للمفاجأة ( به ) أي بذلك الشاب ( يترامى مع أصحاب له فقص عليه الرجل قول النبي صلى الله عليه وسلّم ففرح به ) غاية الفرح حيث شهد له صلى الله عليه وسلّم بالجود والكرم . ( فاستحلفه بالله قال : هذا ) أي القول ( رسول الله صلى الله عليه وسلّم ) اطمئنانا لقلبه ( فحلف له مرتين أو ثلاثا ) زيادة لمطلوبه من إفادة مرغوبه ( ثم حمله ) أي علي بعيره ( فمر به ) أي بالمحمول ( إلى النبي صلى الله عليه وسلّم ) أي عليه ( قال ) أي الراوي ( فأخبره ) أي الرجل للنبي ( الخبر ) أي خير عطائه ( فقال له النبي صلى الله عليه وسلّم : إنطلق فإن الدال على الخير كفاعله ) وقد روى البزار عن ابن مسعود والطبراني عن سهل بن سعد عن أبي مسعود مرفوعا : الدال على الخير كفاعله .
وزاد أحمد وأبو يعلى في مسنديهما وأيضا عن بريدة وابن أبي الدنيا في قضاء الحوائج عن أنس : إن الله يحب إغاثة اللهفان أي المكروب .
( وفي رواية ) أي أخرى لأبي حنيفة ( أن رجلا جاءه ) أي جاء النبي صلى الله عليه وسلّم ( يستحمله فقال : والله أقسم ) تأكيدا ( ما عندي من شيء ) زيد من للاستغراق ( أحملك عليه ولكن انطلق إلى مقبرة بني فلان فإنك ستجد ثم ) بفتح المثلثة وتشديد الميم هنالك ( شابا من الأنصار يترامى مع أصحاب له فاستحمله فإنه سيحملك فانطلق الرجل حتى أتى المقبرة التي قاله رسول الله صلى الله عليه وسلّم ) أي أخبره بها ( فقص ) أي الرجل ( عليه ) أي على الأنصاري ( القصة ) أي المذكورة بتمامها ( فاستحلفه فقال : ) أي الرجل ( والله الذي لا إله إلا هو أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم أرسلني إليك ) أي لأن أستحملك ( فأعطاه بعيرا له فانطلق به الرجل فأتى به النبي صلى الله عليه وسلّم فقال له ) رسول الله صلى الله عليه وسلّم ( انطلق فإن الدال على الخير كفاعله ) والمقصود من تكرار الإسناد في المتن فإن كان مؤداهما واحدا تقوية الحديث وتأكيد ثبوته .
وبه ( عن علقمة مرسلا عن النبي صلى الله عليه وسلّم أنه قال : " الحاج مغفور له " ) أي من الصغائر وفي تحت مشيئته الكبائر إلا ما يمكن تداركه هنالك من قضاء صلاة وصوم ورد مظالم ونحو ذلك ( ولمن استغفر ) أي الحاج له ( إلى انسلاخ المحرم ) أي إلى فراغ شهر محرم الحرام فإنه كان أبعد مسافة من مكة في تلك الأيام .
وقد روى أحمد في مسنده مرفوعا : إذا لقيت الحاج فسلم عليه وصافحه وأمره أن يستغفر له قبل أن يبيته فإنه مغفور له .
وروى الديلمي في مسند الفردوس عن أبي أمامة مرفوعا الحاج في ضمان الله تعالى مقبلا ومدبرا . وروى البيهقي عن أنس مرفوعا : الحاج والعمار وفد الله تعالى دعاهم فأجابوه وسألوه فأعطاهم ويخلف عليهم ما أنفقوا الدرهم ألف ألف .
وزاد في رواية : والذي بعثني بالحق الدرهم الواحد منها أثقل من جبلكم هذا وأشار إلى أبي قبيس