- حديث عيادة الكافر .
وبه ( عن علقمة عن ابن بريدة عن أبيه قال : كنا جلوسا ) أي جالسين ( عند رسول الله صلى الله عليه وسلّم فقال لأصحابه ) أي الحاضرين ( انهضوا ) بفتح الهاء أي قوموا بنا ( نعود جارنا اليهودي ) فإنه أحد الجيران الثلاثة على ما رواه البزار وأبو الشيخ في الثواب وأبو نعيم في الحلية عن جابر مرفوعا : الجيران ثلاثة : فجار له حق واحد وجار له حقان وجار له ثلاثة حقوق .
فأما الذي له حق واحد فجار مشرك له حق الجوار .
وأما الذي له حقان فجار مسلم له حق الإسلام وحق الجوار .
وأما الذي له ثلاثة حقوق فجار مسلم ذو رحم له حق الإسلام وحق الرحم وحق الجوار .
( قال ) : أي بريدة ( فدخل ) أي النبي صلى الله عليه وسلّم أي على اليهودي ( فوجده في الموت ) أي في سكراته ومقدمة مماته ( فسأله ) أي عن حاله ثم ( قال : " أتشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله ) رجاء أن يؤمن به ويجير من النار بسببه ( فنظر إلى أبيه ) أي كالمستشير في أمره ( فلم يكلمه أبوه ) إيماء إلى عدم رضائه ( فقال له النبي صلى الله عليه وسلّم : " أتشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله فنظر إلى أبيه ) أي متوقفا إذنه فيه ( فقال له أبوه ) مراعاة لحاضرة : ( وأشهد له ) بالرسالة العامة ( فقال الفتى : أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ) فقال النبي صلى الله عليه وسلّم : " الحمد لله الذي أنقذ ) أي خلص ( ونجى ) بي أي بسببي ( نسمة ) أي مخلوقا ذا روح ( من النار ) أي من عذاب الكفار .
( وفي رواية ) أخرى ( أنه ) أي النبي صلى الله عليه وسلّم ( قال ذات يوم ) أي يوما من الأيام ( لأصحابه ) أي الكرام : ( انهضوا بنا نعود جارنا اليهودي قال ) : أي الراوي ( فوجده في الموت فقال أتشهد أن لا إله إلا الله قال : نعم ) لأنه كان من أهل الكتاب وغالبهم أهل التوحيد في هذا الباب ( قال : أتشهد أني رسول الله ) أي إلى العرب والعجم واليهود والنصارى وغيرهم ( قال ) : أي الراوي ( فنظر الرجل إلى أبيه ) وفيه إيماء إلى ميل قلبه إلى الإسلام ( قال : فأعاد عليه رسول الله صلى الله عليه وسلّم ) أي الكلام مرة بعد أخرى ( فوصف ) أي الراوي ( الحديث ) أي كلامه عليه السلام ثلاث مرات إلى آخره على هذه الهيئة المذكورة المتقدمة ( إلى قوله فقال ) أي أبوه له : ( أشهد فقال أشهد أنك رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم : " الحمد لله الذي أنقذ بي نسمة من النار " )