أراد بالذنب : قتله القبطي . وقيل : كان خباز فرعون واسمه فاتون . يعني : ولهم علي تبعة ذنب وهي قود ذلك القتل فأخاف أن يقتلوني به فحذف المضاف . أو سمي تبعية الذنب ذنبا كما سمى جزاء السيئة سيئة . فإن قلت : قد أبيت أن تكون تلك الثلاث عللا وجعلتها تمهيدا للعذر فيما التسمية فما قولك في هذه الرابعة ؟ قلت : هذه استدفاع ما جاء بعده من كلمة الردع والموعد بالكلاءة والدفع .
" قال كلا فأذهبا بءاياتنا إنا معكم مستمعون فأتيا فرعون فقولا إنا رسول رب العالمين أن أرسل معنا بني إسرائيل قال ألم نربك فينا وليدا ولبثت فينا م عمرك سنين وفعلت فعلتك التي فعلت وأنت من الكافرين قال فعلتها إذا وأنا من الضالين ففررت منكم لما خفتكم فوهب لي ربي حكما وجعلني من المرسلين وتلك نعمة تمنها على أن عبدت بني إسرائيل " جمع الله له الاستجابتين معا في قوله : كلا فاذهبا " لأنه استدفعه بلاءهم فوعده الدفع بردعه عن الخوف والتمس منه الموازرة بأخيه فأجابه بقوله : " فاذهبا " أي اذهب أنت والذي طلبته وهو هارون . فإن قلت : علام عطف قوله : " فاذهبا " ؟ قلت : على الفعل الذي يدل عليه " كلا " : انه قيل : ارتدع يا موسى عما تظن فاذهب أنت وهارون . وقوله : " معكم مستمعون " من مجاز الكلام يريد : أنا لكما ولعدوكما كالناصر الظهير لكما عليه إذا حضر واستمع ما يجري بينكما وبينه . فأظهركما وأغلبكما وأكسر شوكته عنكما وأنكسه . ويجوز أن يكونا خبرين لأن أو يكون " مستمعون " مستقرا و " معكم " لغوا . فإن قلت : لم جعلت " مستمعون " قرينة " معكم " في كونه من باب المجاز والله تعالى يوصف على الحقيقة بأنه سميع وسامع ؟ قلت : ولكن لا يوصف بالمستمع على الحقيقة ؛ لأن الاستماع جار مجرى الإصغاء والاستماع من السمع بمنزلة النظر من الرؤية . ومنه قوله تعالى : " قل أوحي إلي أنه استمع نفر م الجن فقالوا إنا سمعنا قرآنا عجيبا " الجن : 1 ويقال : استمع إلى حديثه أي : اصغى إليه وأدركه بحاسة السمع . ومنه قوله A : من استمع إلى حديث قوم وهم له كارهون صب في أذنيه البرم . فإن قلت : هلا ثنى الرسول كما ثنى في قوله : " إنا رسولا ربك " طه : 47 ؟ قلت : الرسول يكون بمعنى المرسل وبمعنى الرسالة فجعل ثم بمعنى المرسل فلم يكن بد من تثنيته وجعل ههنا بمعنى الرسالة فجاز التسوية فيه - إذا وصف به - بين الواحد والتثنية والجمع كما يفعل بالصفة بالمصادر نحو : صوم وزور . قال : .
ألكني إليها وخبر الرسو ... ل أعلمهم بنواحي الخبر .
فجعله للجماعة . والشاهد في الرسول بمعنى الرسالة قوله : .
لقد كذب الواشون ما فهت عندهم ... بسر ولا أرسلتهم برسول