المستقر : المكان الذي يكونون فيه في أكثر أوقاتهم مستقرين يتجالسون ويتحادثون . والمقيل : المكان الذي يأوون إليه للاسترواح إلى أزواجهم والتمتع بمغازلتهن وملامستهن كما أن المترفين في الدنيا يعيشون على ذلك الترتيب . وروي أنه يفرغ من الحساب في نصف ذلك اليوم فيقبل أهل الجنة في الجنة وأهل النار في النار . وفي معناه قوله تعالى : " إن أصحاب الجنة اليوم في شغل فاكهون هم وأزواجهم في ظلال على الأرئك متكؤون " يس : 55 ، 56 قيل في تفسير الشغل : افتضاض الأبكار ولا نوم في الجنة . وإنما سمي مكان دعيتهم واستراحهم إلى الحور مقيلا على طريق التشبيه . وفي لفظ الأحسن رمز إلى ما يتزين له مقيلهم . من حسن الوجوه وملاحة الصور إلى غير ذلك من التحاسين والزين .
" ويم تشقق السماء بالغمام ونزل الملائكة تنزيلا " وقرئ : " تشقق " والأصل : تتشقق فحذف بعضهم التاء وغيره أدغمها . ولما كان انشقاق السماء بسبب طلوع الغمام منها جعل الغمام كأنه الذي تشقق به السماء كما تقول : شق السنام بالشفرة وانشق بها . ونظيره قوله تعالى : " السماء منفطر به " المزمل : 18 . فإن قلت : أي فرق بين قولك : انشقت الأرض بالنبات وانشقت عن النبات ؟ قلت : معنى انشقت به : أن الله شقها بطلوعه فانشقت به . ومعنى : انشقت عنه : أن التربة ارتفعت عنه عند طلوعه . والمعنى : أن السماء تنفتح بغمام يخرج منها وفي الغمام الملائكة ينزلون وفي أيديهم صحائف أعمال العباد وروي : تنشق سماء سماء وتنزل الملائكة إلى الأرض . وقيل : هو غمام أبيض رقيق مثل الضصبابة ولم يكن إلا لبني إسرائيل في تيههم . وفي معناه قوله تعالى : " هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة " البقرة : 210 . وقرئ : وننزل الملائكة وتنزل الملائكة ونزل الملائكة ونزلت الملائكة وازل الملائكة ونزل الملائكة ونزل الملائكة على حذف النون الذي هوفاء الفعل من ننزل : قراءة أهل مكة .
" الملك يومئذ الحق للرحمن وكان يوما على الكافرين عسيرا " الحق : الثابت ؛ لأن كل ملك يزول يومئذ ويبطل ولا يبقى إلا ملكه .
" ويوم يعض الظالم على يديه يقول ياليتني اتخذت مع الرسول سبيلا يا ويلتي ليتني لم أتخذ فلانا خليلا لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للإنسان خذولا " عض اليدين والأنامل والسقوط في اليد وأكل البنان وحرق الأسنان والأرم وقرعها : كنايات عن الغيظ والحسرة لأنها من روادفها فيذكر الرادفة ويدل بها على المردوف فيرتفع الكلام به في طبقة الفصاحة ويجد السامع عنده في نفسه من الروعة والاستحسان ما لا يجده عند لفظ المكنى عنه . وقيل :