جهد يمينه : مستعار من جهد نفسه : إذا بلغ أقصى وسعها وذلك إذا بالغ في اليمين وبلغ غاية شدتها ووكادتها . وعن ابن عباس Bه : من قال بالله فقد جهد يمينه . وأصل : أقسم جهد اليمين : أقسم يجهد اليمين جهدا فحذف الفعل وقدم المصدر فوضع موضعه مضافا إلى المفعول كقوله : " فضرب الرقاب " محمد : 4 وحكم هذا المنصوب حكم الحال كأنه قال : جاهدين أيمانهم . و " طاعة معروفة " خبر مبتدأ محذوف أو مبتدأ محذوف الخبر أي : أمرهم والذي يطلب منكم طاعة معروفة معلومة لايشك فيها ولا يرتاب كطاعة الخلص من المؤمنين الذين طابق باطن أمرهم ظاهره لا أيمان تقسمون بها بأفواهكم وقلوبكم على خلافها أو طاعتكم طاعة معروفة بأنها القول دون الفعل . أو طاعة معروفة أمثل وأولى بكم من هذه الإيمان الكاذبة . وقرأ اليزيدي : ( طاعة معروفة ) بالنصب على معنى : أطيعوا طاعة " إن الله خبير " يعلم ما في ضمائركم ولا يخفى عليه شيء من سرائركم وأنه فاضحكم لا محالة ومجازيكم عل نفاقكم .
" قل أطيعوا الله وأطيعوا الرسول فإن تولوا فإنما عليه ما حمل وعليكم ما حملتم وإن تطيعوا تهتدوا وما على الرسول إلا البلاغ المبين " صرف الكلام عن الغيبة إلى الخطاب على طريقة الالتفات وهو أبلغ في تبكيتهم . يريد : فإن تتولوا فما ضررتموه وإنما ضررتم أنفسكم فإن الرسول ليس عليه إلا ما حمله الله وكلفه من أداء الرسالة فإذا أدى فقد خرج عن عهدة تكليفه وأما أنتم فعليكم ما كلفتم من التلقي بالقبول والإذعان فإن لم تفعلوا وتوليتم فقد عرضتم نفوسكم لسخط الله وعذابه وإن أطعتموه فقد أحرزتم نصيبكم من الخروج عن الضلالة إلى الهدى فالنفع والضرر عائدان إليكم وما الرسول إلا ناصح وهاد وما عليه إلا إن يبلغ ما له نفع في قبولكم ولا عليه ضرر في توليكم والبلاغ : بمعنى التبليغ كالأداء : بمعنى التأدية . ومعنى المبين : كونه مقرونا بالآيات والمعجزات .
" وعد الله الذين ءامنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون " الخطاب لرسول الله A ولمن معه . ومنكم : للبيان كالتي في آخر سورة الفتح : وعدهم الله أن ينصر الإسلام على الكفر ويورثهم الأرض ويجعلهم فيها خلفاء كما فعل ببني إسرائيل حين أورثهم مصر والشام بعد إهلاك الجبابرة وأن يمكن الدين المرتضى وهو دين الإسلام . وتمكينه : تثبيته وتوطيده وأن يؤمن سربهم ويزيل عنهم الخوف الذي كانوا عليه وذلك : أن النبي A وأصحابه مكثوا بمكة عشر سنين خائفين ولما هاجروا كانوا بالمدينة يصبحون في السلاح ويمسون فيه حتى قال رجل : ما يأتي علينا يوم نأمن فيه ونضع السلاح ؟ فقال A : ( لا تغبرون ) إلا يسيرا حتى يجلس الرجل منكم في الملأ العظيم محتبيا ليس معه حديدة . فأنجز الله وعده وأظهرهم على جزيرة العرب وافتتحوا بعد بلاد المشرق والمغرب ومزقوا ملك الأكاسرة وملكوا خزائنهم واستولوا على الدنيا ثم خرج الذين على خلاف سيرتهم فكفروا بتلك الأنعم وفسقوا وذلك قوله A :