المتقي على الإطلاق : من يتقي ما يجب اتقاؤه مما نهى عنه . وعن ابن عباس Bهما : اتقوا الكفر والفواحش ولهم ذنوب تكفرها الصلوات وغيرها " ادخلوها " على إرادة القول . وقرأ الحسن : أدخلوها " بسلام " سالمين أو مسلما عليكم : تسلم عليكم الملائكة . الغل : الحقد الكامن في القلب من انغل في جوفه وتغلغل أي : إن كان لأحدهم في الدنيا غل على آخر . نزع الله ذلك من قلوبهم وطيب نفوسهم . وعن علي Bه : أرجو أن أكون أنا وعثمان وطلحة والزبير منهم . وعن الحرث الأعور : كنت جالسا عنده إذ جاء ابن طلحة فقال له علي : مرحبا بك يا ابن أخي . أما والله إني لأرجو أن أكون أنا وأبوك ممن قال الله تعالى " ونزعنا ما في صدورهم من غل " فقال له قائل : كلا الله أعدل من أن يجمعك وطلحة في مكان واحد فقال : فلمن هذه الآية لا أم لك ؟ وقيل : معناه طهر الله قلوبهم من أن يتحاسدوا على الدرجات في الجنة ونزع منها كل غل وألقى فيها التواد والتحاب . و " إخوانا " نصب على الحال . و " على سرر متقابلين " كذلك . وعن مجاهد . تدور بهم الأسرة حيثما داروا فيكونون في جميع أحوالهم متقابلين .
" نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم وأن عذابي هو العذاب الأليم " .
لما أتم ذكر الوعد والوعيد أتبعه " نبئ عبادي " تقريرا لما ذكر وتمكينا له في النفوس . وعن ابن عباس Bه : غفور لمن تاب وعذابه لمن لم يتب . وعطف " ونبئهم " على نبئ عبادي ليتخذوا ما أحل من العذاب بقوم لوط عبرة يعتبرون بها سخط الله وانتقامه من المجرمين ويتحققوا عنده أن عذابه هو العذاب الأليم .
" ونبئهم عن ضيف إبراهيم إذ دخلوا عليه فقالوا سلاما قال إنا منكم وجلون قالوا لا توجل إنا نبشرك بغلام عليم قال أبشرتموني على أن مسني الكبر فبم تبشرون قالوا بشرناك بالحق فلا تكونن من القانطين قال ومن يقنط من رحمة ربه إلا الضالون " .
" سلاما " أي نسلم عليك سلاما أو سلمت سلاما " وجلون " خائفون وكان خوفه لامتناعهم من الأكل . وقيل : لأنهم دخلوا بغير إذن وبغير وقت . وقرأ الحسن : لا توجل بضم التاء من أوجله يوجله إذا أخافه . وقرئ : لا تأجل . ولا تواجل من واجله بمعنى أوجله . وقرئ : نبشرك بفتح النون والتخفيف " إنا نبشرك " استئناف في معنى التعليل للنهي عن الوجل : أرادوا أنك بمثابة الآمن المبشر فلا توجل . يعني " أبشرتموني " مع مس الكبر بأن يولد لي . أي : أن الولادة أمر عجيب مستنكر في العادة مع الكبر " فبم تبشرون " هي ما الاستفهامية دخلها معنى التعجب كأنه قال : فبأي أعجوبة تبشرونني أو أراد أنكم تبشرونني بما هو غير مقصور في العادة فبأي شيء تبشرون يعني لا تبشرونني في الحقيقة بشيء لأن البشارة بمثل هذا بشارة بغير شيء . ويجوز أن لا يكون صلة لبشر ويكون سؤالا عن الوجه والطريقة يعني : بأي طريقة تبشرونني بالولد والبشارة به لا طريقة لها في العادة . وقوله " بشرناك بالحق " يحتمل أن تكون الباء فيه صلة أي : بشرناك باليقين الذي لا لبس فيه أو بشرناك بطريقة هي حق وهي قول الله ووعده وأنه قادر على أن يوجد ولدا من غير أبوين فكيف من شيخ فان وعجوز عاقر . وقرئ : تبشرون بفتح النون وبكسرها على حذف نون الجمع والأصل تبشرونن وتبشرون بإدغام نون الجمع في نون العماد . وقرئ : من القنطين من قنط يقنط وقرئ : ومن يقنط بالحركات الثلاث في النون أراد : ومن يقنط من رحمة ربه إلا المخطئون طريق الصواب أو إلا الكافرون كقوله : " لا ييئس من روح الله إلا القوم الكافرون " يوسف : 87 ، يعني : لم أستنكر ذلك قنوطا من رحمته ولكن استبعادا له في العادة التي أجراها الله .
" قال فما خطبكن أيها المرسلون قالوا إنا أرسلنا إلى قوم مجرمين إلا آل لوط إنا لمنجوهم أجمعين إلا امرأته إنها لمن الغاوين "