فظللنا بنعمة واتكأنا ... وشربنا الحلال من قلله .
وعن مجاهد " متكئا " طعاما يحز حزا كأن المعنى يعتمد بالسكين ؟ لأن القاطع يتكئ على المقطوع بالسكين . وقرئ : متكا بغير همز . وعن الحسن : متكاء بالمد كأنه مفتعال وذلك لإشباع فتحة الكاف كقوله بمنتزاح بمعنى بمنتزح . ونحوه ينباع بمعنى ينبع . وقرئ : متكأ وهو الأترج وأنشد : .
فأهدت متكة لبني أبيها ... تخب بها العثمثمة الوقاح .
وكانت أهدت أترجة على ناقة وكأنها الأترجة التي ذكرها أبو داود في سننه أنها شقت بنصفين وحملا كالعدلين على جمل . وقيل : الزماورد وعن وهب : أترجا وموزا وبطيخا . وقيل : أعتدت لهن ما يقطع من متك الشيء بمعنى بتكه إذا قطعه . وقرأ الأعرج : " متكئا " مفعلا من تكئ يتكأ إذا اتكأ " أكبرنه " أعظمنه وهبن ذلك الحسن الرائع والجمال الفائق . قيل : كان فضل يوسف على الناس في الحسن كفضل القمر ليلة البدر على نجوم السماء . وعن النبي A : " مررت بيوسف الليلة التي عرج بي إلى السماء فقلت لجبريل : من هذا ؟ فقال : يوسف فقيل : يا رسول الله كيف رأيته ؟ قال " كالقمر ليلة البدر " .
وقيل : كان يوسف إذا سار في أزقة مصر يرى تلألؤ وجهه على الجدران كما يرى نور الشمس من الماء عليها . وقيل : ما كان أحد يستطيع وصف يوسف . وقيل : كان يشبه آدم يوم خلقه ربه . وقيل : ورث الجمال من جدته سارة . وقيل : أكبرن بمعنى حضن والهاء للسكت يقال : أكبرت المرأة إذا حاضت وحقيقته : دخلت في الكبر لأنها بالحيض تخرج من حد الصغر إلى حد الكبر وكأن أبا الطيب أخذ من هذا التفسير قوله : .
خف الله واستر ذا الجمال ببرقع ... فإن لحت حاضت في الخدور العواتق .
" قطعن أيديهن " جرحنها كما تقول : كنت أقطع اللحم فقطعت يدي تريد : جرحتها " حاشا " كلمة تفيد معنى التنزيه في باب الاستثناء . تقول : أساء القوم حاشا زيد . قال : .
حاشا أبي ثوبان إن به ... ضنا عن الملحاة والشتم