" مغرما " غرامة وخسرانا . والغرامة : ما ينفقه الرجل وليس يلزمه لأنه لا ينفق إلا تقية من المسلمين ورياء لا لوجه الله D وابتغاء المثوبة عنده " ويتربص بكم الدوائر " دوائر الزمان : دوله وعقبه لتذهب غلبتكم عليه ليتخلص من إعطاء الصدقة " عليهم دائرة السوء " دعاء معترض دعى عليهم بنحو ما دعوا به كقوله D : " وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت أيديهم " المائدة : 64 ، وقرئ السوء بالضم وهو العذاب كما قيل له سيئة . والسوء بالفتح وهو ذم للدائرة كقولك : رجل سوء في نقيض قولك : رجل صدق لأن من دارت عليه ذام لها " والله سميع " لما يقولون إذا توجهت عليهم الصدقة " عليم " بما يضمرون . وقيل : هم أعراب أسد وغطفان وتميم " قرابات " مفعول ثان ليتخذ . والمعنى : أن ما ينفقه سبب لحصول القربات عند الله " وصلوات الرسول " لأن الرسول كان يدعو للمتصدقين بالخير والبركة ويستغفر لهم كقوله : " اللهم صل على آل أبي أوفى " وقال تعالى : " وصل عليهم " التوبة : 103 ، فلما كان ما ينفق سببا لذلك قيل : يتخذ ما ينفق قربات وصلوات " إلا أنها " شهادة من الله للمتصدق بصحة ما اعتقد من كون نفقته قربات وصلوات وتصديق لرجائه على طريق الاستئناف مع حرفي التنبيه والتحقيق المؤذنين بثبات الأمر وتمكنه وكذلك " سيدخلهم " وما في السين من تحقيق الوعد وما أدل هذا الكلام على رضا الله تعالى عن المتصدقين وأن الصدقة منه بمكان إذا خلصت النية من صاحبها . وقرئ : قربة بضم الراء . وقيل : هم عبد الله وذو البجادين ورهطه .
" والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان Bهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم " .
" والسابقون الأولون من المهاجرين " هم الذين صفوا إلى القبلتين . وقيل : الذين شهدوا بدرا . وعن الشعبي : من بايع بالحديبية وهي بيعة الرضوان ما بين الهجرتين " و " من " الأنصار " أهل بيعة العقبة الأولى وكانوا سبعة نفر وأهل العقبة الثانية وكانوا سبعين والذين آمنوا حين قدم عليهم أبو زرارة مصعب بن عمير فعلمهم القرآن . وقرأ عمر Bه : " والأنصار " بالرفع عطفا على " السابقون " . وعن عمر أنه كان يرى أن قوله : " والذين اتبعوهم بأحسن " بغير واو صفة للأنصار حتى قال له زيد : إنه بالواو فقال : ائتوني بأبي فقال تصديق ذلك في أول الجمعة " وآخرين منهم " الجمعة : 3 ، وأوسط الحشر " والذين جاءوا من بعدهم " الحشر : 10 ، وآخر الأنفال " والذين آمنوا من بعد " الأنفال : 75 ، . وروي : أنه سمع رجلا يقرؤه بالواو فقال : من أقرأك ؟ قال : أبي فدعاه فقال : أقرأنيه رسول الله A وإنك لتبيع القرظ بالبقيع قال : صدقت وإن شئت قلت : شهدنا وغبتم ونصرنا وخذلتم وآوينا وطردتم . ومن ثم قال عمر : لقد كنت أرانا رفعنا رفعة لا يبلغها أحد بعدنا وارتفع السابقون بالابتداء وخبره " Bهم " ومعناه : رضي عنهم لأعمالهم " ورضوا عنه " لما أفاض عليهم من نعمته الدينية والدنيوية وفي مصاحف أهل مكة : تجري من تحتها وهي قراءة ابن كثير وفي سائر المصاحف : تحتها بغير من .
" وممن حولكم من الأعراب منافقون ومن أهل المدينة مردوا على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم وسنعذبهم مرتين ثم يردون إلى عذاب أليم " .
" وممن حولكم " يعني حول بلدتكم وهي المدينة " المنافقون " وهم جهينة وأسلم وأشجع وغفار كانوا نازلين حولها " ومن أهل المدينة " عطف على خبر المبتدأ الذي هو ممن حولكم ويجوز أن يكون جملة معطوفة على المبتدأ والخبر إذا قدرت : ومن أهل المدينة قوم مردوا على النفاق على أن " مردوا " صفة موصوف محذوف كقوله : .
أنا ابن جلا