أتدرون من هذا ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم . فذكر قصة أبي رغال وأنه دفن ههنا ودفن معه غصن من ذهب فابتدروه وبحثوا عنه بأسيافهم فاستخرجوا الغصن . " فتولى عنهم " الظاهر أنه كان مشاهدا لما جرى عليهم وأنه تولى عنهم بعدما أبصرهم جاثمين تولى مغتم متحسر على ما فاته من إيمانهم يتحزن لهم ويقول يا قوم لقد بذلت فيكم وسعي ولم آل جهدا في إبلاغ النصيحة لكم ولكنكم " لا تحبون الناصحين " ويجوز أن يتولى عنهم تولى ذاهب عنهم منكر لإصرارهم حين رأى العلامات قبل نزول العذاب .
وروى : أن عقرهم الناقة كان يوم الأربعاء ونزل بهم العذاب يوم السبت وروي أنه خرج في مائة وعشرة من المسلمين وهو يبكي فالتفت فرأى الدخان ساطعا فعلم أنهم قد هلكوا وكانوا ألفا وخمسمائة دار . وروي أنه رجع بمن معه فسكنوا ديارهم . فإن قلت : كيف صح خطاب الموتى وقوله : " ولكن لا تحبون الناصحين " قلت : قد يقول الرجل لصاحبه وهو ميت وكان قد نصحه حيا فلم يسمع منه حتى ألقى بنفسه في التهلكة : يا أخي كم نصحتك وكم قلت لك فلم تقبل مني ؟ وقوله : " ولكن لا تحبون الناصحين " حكاية حال ماضية .
" ولوطا إذ قال لقومه أتاتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين إنكم لتأتون الرجال شهوة من دون النساء بل أنتم قوم مسرفون وما كان جواب قومه إلا أن قالوا أخرجوهم من قريتكم إنهم أناس يتطهرون فأنجيناه وأهله إلا امرأته كانت من الغابرين وأمطرنا عليهم مطرا فانظر كيف كان عاقبة المجرمين " .
" ولوطا " وأرسلنا لوطا . و " إذ " ظرف لأرسلنا . أو واذكر لوطا وإذ بدل منه بمعنى : واذكر وقت : " قال لقومه أتأتون الفاحشة " أتفعلون السيئة المتمادية في القبح " ما سبقكم بها " ما عملها قبلكم والباء للتعدية من قولك : سبقته بالكرة إذا ضربتها قبله . ومنه قوله E :