فإن قلت : كيف دخل فعل الحسبان على أن التي للتحقيق ؟ قلت : نزل حسبانهم لقوته في صدورهم منزلة العلم فإن قلت : فأين مفعولا حسب ؟ قلت : سد ما يشتمل عليه صلة أن وأن من المسند والمسند إليه مسد المفعولين والمعنى : وحسب بنو إسرائيل أنه لا يصيبهم من الله فتنة أي بلاء وعذاب في الدنيا والآخرة " فعموا " عن الدين " وصموا " حين عبدوا العجل ثم تابوا عن عبادة العجل ف " تاب الله عليهم ثم عموا وصموا " كرة ثانية بطلبهم المحال غير المعقول في صفات الله وهو الرؤية : وقرئ : عموا وصموا بالضم على تقدير عماهم الله وصمهم أي رماهم وضربهم بالعمى والصمم كما يقال : نزكته إذا ضربته بالنيزك وركبته إذا ضربته بركبتك " وكثير منهم " بدل من الضمير : أو على قولهم : أكلوني البراغيث أو هو خبر مبتدأ محذوف أي أولئك كثير منهم .
" لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم وقال المسيح يا بني إسرائيل اعبدوا الله ربي وربكم إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار " لم يفرق عيسى E بينه وبينهم في أنه عبد مربوب كمثلهم وهو احتجاج عى النصارى " إنه من يشرك بالله " في عبادته أو فيما هو مختص به من صفاته أو أفعاله " فقد حرم الله عليه الجنة " التي هي دار الموحدين أي حرمه دخولها ومنعه منه كما يمنع المحرم من المحرم عليه " وما للظالمين من أنصار " من كلام الله على أنهم ظلموا وعدلوا عن سبيل الحق فيما تقولوا على عيسى عليه السلام فلذلك لم يساعدهم عليه ولم ينصر قولهم رده وأنكره وإن كانوا معظمين له بذلك ورافعين من مقداره . أو من قول عيسى عليه السلام على معنى : ولا ينصركم أحد فيما تقولون ولا يساعدكم عليه لاستحالته وبعده عن المعقول . أو و لا ينصركم ناصر في الآخرة من عذاب الله .
" لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة وما من إله إلا إله واحد وإن لم ينتهوا عما يقولون ليمسن الذين كفروا منهم عذاب أليم أفلا يتوبون إلى الله ويستغفرونه والله غفور رحيم ما المسيح ابن مريم إلا رسول قد خلت من قبله الرسل وأمه صديقة كانا يأكلان الطعام انظر كيف نبين لهم الآيات ثم انظر أنى يؤفكون "