والنبط : الماء يخرج من البئر أول ما تحفر وإنباطه واستنباطه : إخراجه واستخراجه فاستعير لما يستخجره الرجل بفضل ذهنه من المعاني والتدابير فيما يعضل ويهم " ولولا فضل الله عليكم ورحمته " وهو إرسال الرسول وإنزال الكتاب والتوفيق " لاتبعتم الشيطان " لبقيتم على الكفر " إلا قليلا " منكم . أو إلا اتباعا قليلا لما ذكر في الآي قبلها تثبطهم عن القتال وإظهارهم الطاعة وإضمارهم خلافها . قال : " فقاتل في سبيل الله " إن أفردوك وتركوك وحدك " لا تكلف إلا نفسك " غير نفسك وحدها أن تقدمها إلى الجهاد فإن الله هو ناصرك لا الجنود فإن شاء نصرك وحدك كما ينصرك وحولك الألوف . وقيل : دعا الناس في بدر الصغرى إلى الخروج وكان أبو سفيان واعد رسول الله A اللقاء فيها فكره بعض الناس أن يخرجوا فنزلت فخرج وما معه إلا سبعون لم يلو على أحد ولو لم يتبعه أحد لخرج وحده وقرئ " لا تكلف " بالجزم على النهي و لا نكلف : بالنون وكسر اللام أي لا نكلف نحن إلا نفسك وحدها " وحرض المؤمنين " وما عليك في شأنهم إلا التحريض فحسب لا التعنيف بهم " عسى الله أن يكف بأس الذين كفروا " وهم قريش وقد كف بأسهم فقد بدا لأبي سفيان وقال : هذا عام مجدب وما كان معهم زاد إلا السويق ولا يلقون إلا في عام مخصب فرجع بهم " والله أشد بأسا " من قريش " وأشد تنكيلا " تعذيبا .
" من يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها ومن يشفع شفاعة سيئة يكن له كفل منها وكان الله على كل شيء مقيتا " الشفاعة الحسنة : هي التي روعي بها حق مسلم ودفع بها عنه شر أو جلب إليه خير . وابتغي بها وجه الله ولم تؤخذ عليها رشوة وكانت في أمر جائز لا في حد من حدود الله ولا في حق من الحقوق . والسيئة : ما كان بخلاف ذلك . وعن مسروق أنه شفع شفاعة فأهدى إليه المشفوع جارية فغضب وردها وقال : لو علمت ما في قلبك لما تكلمت في حاجتك ولا أتكلم فيما بقي منها وقيل : الشفاعة الحسنة : هي الدعوة للمسلم لأنها في معنى الشفاعة إلى الله . وعن النبي A : " من دعا لأخيه المسلم بظهر الغيب استجيب له و قال له الملك : ولك مثل ذلك فذلك النصيب " والدعوة على المسلم بضد ذلك " مقيتا " شهيدا حفيظا . وقيل : مقتدرا . وأقات على الشيء قال الزبير بن عبد المطلب : .
وذي ضغن نفيت السوء عنه ... وكنت على إساءته مقيتا .
وقال السموأل : .
ألي الفضل أم علي إذا حو ... سبت إني على الحساب مقيت .
واشتقاقه من القوت لأنه يمسك النفس ويحفظها .
" وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها إن الله كان على كل شيء حسيبا " الأحسن منها أن تقول : وعليكم السلام ورحمة الله إذا قال : السلام عليكم وأن تزيد وبركاته إذا قال : ورحمة الله وروي : أن : رجلا قال لرسول الله A : السلام عليك فقال : " وعليك السلام ورحمة الله " وقال آخر : السلام عليك ورحمة الله فقال : " وعليك السلام ورحمة الله وبركاته " وقال آخر : السلام عليك ورحمة الله وبركاته فقال : " وعليك " . فقال الرجل : نقصتني فاين ما قال الله ؟ وتلا الآية . فقال : " إنك لم تترك لي فضلا فرددت عليك مثله " " أو ردوها " أو أجيبوها بمثلها . ورد السلام ورجعه : جوابه بمثله لأن المجيب يرد قول المسلم ويكرره وجواب التسليمة واجب والتخيير إنما وقع بين الزيادة وتركها . وعن أبي يوسف C : من قال لآخر : أقرئ فلانا السلام وجب عليه أن يفعل . وعن النخعي : السلام سنة والرد فريضة . وعن ابن عباس : الرد واجب . وما من رجل يمر على قوم مسلمين فيسلم عليهم ولا يردون عليه إلا نزع عنهم روح القدس وردت عليه الملائكة . ولا يرد السلام في الخطبة وقراءة القرآن جهرا ورواية الحديث وعند مذاكرة العلم والأذان والإقامة وعن أبي يوسف : لا يسلم على لاعب النرد والشطرنج والمغني والقاعد لحاجته ومطير الحمام والعاري من غير عذر في حمام أو غيره . وذكر الطحاوي : أن المستحب رد السلام على طهارة . وعن النبي A :