هم الخوارج ولما رآهم على درج دمشق دمعت عيناه ثم قال : كلاب النار هؤلاء شر قتلى تحت أديم السماء . وخير قتلى تحت أديم السماء الذين قتلهم هؤلاء فقال له أبو غالب : أشيء تقوله برأيك أم شيء سمعته من رسول الله A . قال : بل سمعته من رسول الله A غير مرة . قال : فما شأنك دمعت عيناك قال : رحمة لهم كانوا من أهل الإسلام فكفروا . ثم قرأ هذه الآية ثم أخذ بيده فقال : إن بأرضك منهم كثيرا . فأعاذك الله منهم . وقيل : هم جميع الكفار لإعراضهم عما أوجبه الإقرار حين أشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى " ففي رحمة الله " ففي نعمته وهي الثواب المخلد فإن قلت : كيف موقع قوله : " هم فيها خالدون " بعد قوله : " ففي رحمة الله " ؟ قلت : موقع الاستئناف كأنه قيل : كيف يكونون فيها ؟ فقيل : هم فيها خالدون لا يظعنون عنها ولا يموتون .
" تلك آيات الله نتلوها عليك بالحق وما الله يريد ظلما للعالمين ولله ما في السموات وما في الأرض وإلى الله ترجع الأمور " " تلك آيات الله " الواردة في الوعد والوعيد " نتلوها عليك " ملتبسة " بالحق " والعدل من جزاء المحسن والمسيء بما يستوجبانه " وما الله يريد ظلما " فيأخذ أحدا بغير جرم أو يزيد في عقاب مجرم أو ينقص من ثواب محسن . ونكر ظلما وقال : " للعالمين " على معنى ما يريد شيئا من الظلم لأحد من خلقه فسبحان من يحلم عمن يصفه بإرادة القبائح والرضا بها .
" كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ولو آمن أهل الكتاب لكان خيرا لهم منهم المؤمنون وأكثرهم الفاسقون لن يضروكم إلا أذى وإن يقاتلوكم يولوكم الأدبار ثم لا ينصرون "