من خير الناس ؟ قال : آمرهم بالمعروف وأنهاهم عن المنكر . وأتقاهم لله وأوصلهم " . وعنه E : " من أمر بالمعروف ونهى عن المنكر فهو خليفة الله في أرضه وخليفة رسوله وخليفة كتابه " وعن علي Bه : أفضل الجهاد الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومن ............ . شنئ الفاسقين وغضب لله غضب الله له . وعن حذيفة : يأتي على الناس زمان تكون فيهم جيفة الحمار أحب إليهم من مؤمن يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر وعن سفيان الثوري : إذا كان الرجل محببا في جيرانه محمودا عند إخوانه فاعلم أنه مداهن . والأمر بالمعروف تابع للمأمور به إن كان واجبا فواجب وإن كان ندبا فندب . وأما النهي عن المنكر فواجب كله لأن جميع المنكر تركه واجب لاتصافه بالقبح . فإن قلت : ما طريق الوجوب ؟ قلت : قد اختلف فيه الشيخان فعند أبي علي : السمع والعقل وعند أبي هاشم : السمع وحده . فإن قلت : ما شرائط النهي ؟ قلت أن يعلم الناهي أن ما ينكره قبيح لأنه إذا لم يعلم لم يأمن أن ينكر الحسن وأن لا يكون ما ينهي عنه واقعا لأن الواقع لا يحسن النهي عنه وإنما يحسن الذم عليه والنهي عن أمثاله وأن لا يغلب على ظنه أن المنهي يزيد في منكراته وأن لا يغلب على ظنه أن نهيه لايؤثر لأنه عبث . فإن قلت : فما شروط الوجوب ؟ قلت : أن يغلب على ظنه وقوع المعصية نحو أن يرى الشارب قد تهيأ لشرب الخمر بإعداد آلاته وأن لا يغلب على ظنه أنه إن أنكر لحقته مضرة عظيمة . فإن قلت : كيف يباشر الإنكار ؟ قلت يبتدئ بالسهل فإن لم ينفع ترقى إلى الصعب لأن الغرض كف المنكر . قال الله تعالى : " فأصلحوا بينهما " ثم قال : " فقاتلوا " النساء : 76 ، فإن قلت : فمن يباشره ؟ قلت : كل مسلم تمكن منه واختص بشرائطه وقد أجمعوا أن من رأى غيره تاركا للصلاة وجب عليه الإنكار لأنه معلوم قبحه لكل أحد . وأما الإنكار الذي بالقتال فالإمام وخلفاؤه أولى لأنهم أعلم بالسياسة ومعهم عدتها . فإن قلت : فمن يؤمر وينهى ؟ قلت : كل مكلف وغير المكلف إذا هم بضرر غيره منع كالصبيان والمجانين وينهى الصبيان عن المحرمات حتى لا يتعودوها كما يؤخذون بالصلاة ليمرنوا عليها . فإن قلت : هل يجب على مرتكب المنكر أن ينهى عما يرتكبه قلت : نعم يجب عليه لأن ترك ارتكابه وإنكاره واجبان عليه فبتركه أحد الواجبين لا يسقط عنه الواجب الآخر . وعن السلف : مروا بالخير وإن لم تفعلوا . وعن الحسن أنه سمع مطرف بن عبد الله يقول : لا أقول ما لا أفعل فقال : وأينا يفعل ما يقول ود الشيطان لو ظفر بهذه منكم فلا يأمر أحد بمعروف ولا ينهى عن منكر . فإن قلت : كيف قيل : " يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف " ؟ قلت : الدعاء إلى الخير عام في التكاليف من الأفعال والتروك والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر خاص فجيء بالعام ثم عطف عليه الخاص إيذانا بفضله كقوله : " والصلاة الوسطى " البقرة : 238 .
" ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم يوم تبيض وجوه وتسود وجوه فأما الذين اسودت وجوههم أكفرتم بعد إيمانكم فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون وأما الذين ابيضت وجوههم ففي رحمة الله هم فيها خالدون " " كالذين تفرقوا واختلفوا " وهم اليهود والنصارى " من بعد ما جاءهم البينات " الموجبة للاتفاق على كلمة واحدة وهي كلمة الحق . وقيل : هم مبتدعو هذه الأمة وهم المشبهة والمجبرة والحشوية وأشباههم " يوم تبيض وجوه " نصب بالظرف وهو لهم أو بإضمار اذكر وقرئ : تبيض وتسود بكسر حرف المضارعة . وتبياض وتسواد . والبياض من النور والسواد من الظلمة فمن كان من أهل نور الحق وسم ببياض اللون وإسفاره وإشراقه وابيضت صحيفته وأشرقت . وسعى النور بين يديه وبيمينه . ومن كان من أهل ظلمة الباطل وسم بسواد اللون وكسوفه وكمده واسودت صحيفته وأظلمت وأحاطت به الظلمة من كل جانب . نعوذ بالله وبسعة رحمته من ظلمات الباطل وأهله " أكفرتم " فيقال لهم : أكفرتم والهمزة للتوبيخ والتعجيب من حالهم . والظاهر أنهم أهل الكتاب . وكفرهم بعد الإيمان تكذيبهم رسول الله A بعد اعترافهم به قبل مجيئه .
وعن عطاء : تبيض وجوه المهاجرين والأنصار وتسود وجوه بني قريظة والنضير . وقيل : هم المرتدون . وقيل : أهل البدع والأهواء وعن أبي أمامة :