أن رسول الله A دخل مدارسهم فدعاهم فقال له نعيم بن عمرو والحارث بن زيد : على أي دين أنت ؟ قال : على ملة إبراهيم . قالا : إن إبراهيم كان يهوديا . قال لهما : إن بيننا وبينكم التوراة فهلموا إليها فأبيا . وقيل نزلت في الرجم وقد اختلفوا فيه . وعن الحسن وقتادة : كتاب الله القرآن ؛ لأنهم قد علموا أنه كتاب الله لم يشكوا فيه " ثم يتولى فريق منهم " استبعاد لتوليهم بعد علمهم بأن الرجوع إلى كتاب الله واجب " وهم معرضون " وهم قوم لا يزال الإعراض ديدنهم . وقرئ ليحكم على البناء للمفعول . والوجه أن يراد ما وقع من الاختلاف والتعادي بين من أسلم من أحبارهم وبين من لم يسلم : وأنهم دعوا إلى كتاب الله الذي لا اختلاف بينهم في صحته وهو التوراة ليحكم بين المحق والمبطل منهم ثم يتولى فريق منهم وهم الذين لم يسلموا . وذلك أن قوله : " ليحكم بينهم " يقتضي أن يكون اختلافا واقعا فيما بينهم لا فيما بينهم وبين رسول الله A " ذلك " التولي والإعراض بسبب تسهيلهم على أنفسهم أمر العقاب وطمعهم في الخروج من النار بعد أيام قلائل كما طمعت المجبرة والحشوية " وغرهم في دينهم ما كانوا يفترون " من أن آباءهم هم الأنبياء يشفعون لهم كما غرت أولئك شفاعة رسول الله A في كبائرهم " فكيف إذا جمعناهم " فكيف يصنعون فكيف تكون حالهم وهو استعظام لما أعد لهم وتهويل لهم وأنهم يقعون فيما لا حيلة لهم في دفعه والمخلص منه وأن ما حدثوا به أنفسهم وسهلوه عليها تعلل بباطل وتطمع بما لا يكون . وروي أن أول راية ترفع لأهل الموقف من رايات الكفار راية اليهود فيفضحهم الله على رؤوس الأشهاد ثم يأمر بهم إلى النار " وهم لا يظلمون " يرجع إلى كل نفس على المعنى لأنه في معنى كل الناس كما تقول : ثلاثة أنفس تريد ثلاثة أناسي .
" قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير تولج الليل في النهار وتولج النهار في الليل وتخرج الحي من الميت وتخرج الميت من الحي وترزق من تشاء بغير حساب " الميم في " اللهم " عوض من يا ولذلك لا يجتمعان . وهذا بعض خصائص هذا الاسم كما اختص بالتاء في القسم وبدخول حرف النداء عليه وفيه لام التعريف وبقطع همزته في يا ألله وبغير ذلك " مالك الملك " أي تملك جنس الملك فتتصرف فيه تصرف الملاك فيما يملكون " تؤتي الملك من تشاء " تعطي من تشاء النصيب الذي قسمت له واقتضته حكمتك من الملك " وتنزع الملك ممن تشاء " النصيب الذي أعطيته منه فالملك الأول عام شامل والملكان الآخران خاصان بعضان من الكل . روى .
أن رسول الله A حين افتتح مكة وعد أمته ملك فارس والروم فقال المنافقون واليهود : هيهات هيهات من أين لمحمد ملك فارس والروم ؟ هم أعز وأمنع من ذلك . وروي